شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢٥
فدع التنكر وكن صريحا * فالجبان من استتر 1 - الكلام صفة المتكلم وربما أمكننا القول أيضا العمل صفة العامل والفن صفة الفنان والطبابة صفة الطبيب وأصول التعليم صفة المعلم والتربية صفة المربي وقس على ذلك، وهذا يذكرنا بقصة حدثت للأمام الشافعي وذهبت مثلا: والقصة هي: أن الإمام الشافعي كان ذات يوم في داره في غرفة الاستقبال إذ دخل عليه رجل عليه سيماء الوقار فجمع الشافعي رجليه التي كان قد مدهما بقصد الاستراحة توقيرا للزائر واحتراما له ولما يعلم عنه شيئا أو يختبره بعد وجلس الرجل فحياه وبعد أن استقر به المقام. سأله الإمام عن حاجته فأجاب الزائر أنه يستفسر منه مسألة فقهية فقال وما هي المسألة؟ فقال: متى يفطر الصائم؟ فأجابه عندما تغيب الشمس.
فقال الرجل وإن لم تغب الشمس. وعندها أدرك الإمام درجة منطق الرجل وإن سؤاله هذا يدل على بلادته وحتى لو لم يكن متعلما فعاد ومد رجليه قائلا:
إذن يمد الشافعي رجليه. وهكذا أباح الرجل بصفته الفعلية حينما طرح سؤاله الثاني التافه.
وذهبت جملته هذه مثلا لكل مخاطب جاهل.
وقد قيل عن ذلك أيضا من الأمثال:
المرء مخبوء تحت طي لسانه لا طيلسانه.
كما قيل: المرء بأصغريه قلبه ولسانه. فما كتمه القلب أظهره اللسان.
وربما قصد إذا كان الكلام من الفضة فالسكوت من الذهب لأولئك الأفراد الذين تنقصهم الحكمة والعلم والنضوج الفكري فقط.
4 - 8
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»