شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢٤٠
وفي مرة شربها وأخذ بلحى بعير وشج به رأس عبد الرحمن بن عوف (نعم ذلك الذي جعله رئيسا للشورى العمرية) ثم قعد ينوح على قتلى بدر بشعر الأسود ابن يعفر ومنها:
وكائن بالقليب قليب بدر * من الفتيان والعرب الكرام وكائن بالقليب قليب بدر * من الشيزى المكلل بالسنام أيوعدني ابن كبشة أن سنحيى * وكيف حياة أصداء وهام أيعجز أن يرد الموت عني * وينشرني إذا بليت عظامي ألا من مبلغ الرحمن عني * بأني تارك شهر الصيام فقل لله يمنعني شرابي * وقل لله يمنعني طعامي والمرء كثيرا ما يبطن تحت كبت القوانين الدينية والاجتماعية وأمثالها أمور لا يظهرها للمجتمع لكن هذه تظهر على صفحات لسانه وتنطلق حرة متى فقد الوعي المانع كما يحصل له في النوم أو عند شرب الخمر التي تشل مفعول العقل وعندها تظهر الكوامن جلية، هذا ما يراه علماء النفس والحكماء والفلاسفة وهكذا ظهر من عمر الذي استحل الإثم وهي الخمرة وأبان حقيقة كان يخفيها وهي حبه للمشركين المقتولين في بدر. وتعصبه الجاهلي وشكوكه بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم ورسالة الإسلام وقوله ابن كبشة يقصد بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نسبة إلى جده إسماعيل الذي افتدي بالكبش وقد بلغ شربه وشعره ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فخرج مغضبا يجر رداءه ورفع شيئا كان في يده فضربه فقال: أعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله فأنزل الله الآية 91 من سورة المائدة.
(إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون) فقال عمر انتهينا انتهينا " وانتقل من شرب الخمر إلى شرب النبيذ الشديد. والنبيذ وأخص الشديد منه من
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»