يبرؤون الجاني ويعاقبون البرئ ويولون أعداء الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم على رقاب المسلمين ويوقعون بالصحابة البررة أمثال أبي بكره وصعصعة ابن صوحان وينزلون البلاء على من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر. وهكذا يكون الناس على دين ملوكهم. وأنت تسمع وترى أن أبا بكرة وأمثاله كيف جاؤوا صارخين مستغيثين بالخليفة من واليه الزاني الفاجر فإذا به يرفع درجته ويبرء ساحته ويسدد لهم أشد الضربات ويبليهم بأعظم النكبات فهل ترى لغيرهم من قائمة أو للمفاسد لائمة ولحدها ناقمة وأنت إذا راجعت طبقات ابن سعد 3 ص 205 في أحوال عمر وما أخرجه بن عساكر في تاريخه بإسناد معتبرة ترى أن بريدا قدم على عمر زمن خلافته فنثر كنانته فبدرت صحيفته فأخذها عمر وقرأها وإذا بها الأبيات الآتية:
ألا أبلغ أبا حفص رسولا * فدا لك من أخي ثقة إزاري قلائصنا هداك الله إنا * شغلنا عنكم زمن الحصار فما قلص وجد معقلات * قفا سلع بمختلف البحار قلائص من بني سعد بن بكر * وأسلم أو جهينة أو غفار يعقدهن جعدة من سليم * معبدا يبتغي سقط العذار آنذاك يدعو عمر جعدة بن سليم ويجلده مائة جلدة معقولا ونهاه أن يدخل على امرأة مغيبه.
فأين الشهود الأربعة التي طلبها للمغيرة. وكيف ثبت له الزنا. وإن صح أن جعدة عمل شيئا فكان عليه أن يعزره وذلك بعد ثبوت الاتهام وأن يجلده بعد الثبوت أقل من عشرة جلدات كحد للتعزير لا مائة جلدة.
تناقضه في الأقوال