شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢٣٦
فخذي أم جميل. وقدمين مخضوبتين مرفوعتين، وإنه سمع حفزانا شديدا ونفسا عاليا ورآه متبطنا لها، فما هو النكاح وما هو الزنا من رجل يعمل ذلك بذات البعل وقد شهد ثلاثة قبله نفس المعنى وأضافوا دخول الميل في المكحلة، وهل إن عدم ذكره دل على براءة المغيرة وهو يصرح أنه رأى مجلسا قبيحا وصرح بما صرح.
من المتناقضات ثم نعود ونسمع من عمر وهو يخاطب المغيرة في الكعبة قوله يخاف أن يرمى بالحجارة من السماء سوى أنه برأ الزاني وعاقب البرئ. وإذا أراد عمر درء الحدود بالشبهات عن مسلم استحبابا فكيف أقام الحد على ثلاثة من الأبرياء وأبو بكره هذا الصحابي الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر يدرئ الحد عمن عمت شهرته بالزنا حتى قيل أزنا من أعور ثقيف إذ عرف بذلك في الجاهلية والإسلام (راجع بذلك شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3 ص 163 نقلا عن المدائني. وإن عمرا هو الذي أفتى بضرب خمسين على من وجد مع امرأة في لحافها على فراشها كما أخرج ذلك الإمام محمد بن إدريس الشافعي في كتاب الأم ص 170 وجاء بها الطبراني الهيثمي في مجمع الزوائد 6 ص 270 حول إقراره حكم ابن مسعود في رجل وجد مع امرأة في لحاف فضربا كل منهما أربعين سوطا كحد للزنا شاهرا إياهما أمام الناس.
فماذا كان يعمل المغيرة في بيت وغرفة أم جميل على تلك الشاكلة.
ولقد كان عمر يستشير عليا عليه السلام في بعض المواضع ويشهد له بالعلم والقدرة الفكرية والرأي الصائب ويكرر لولا علي عليه السلام لهلك عمر ولا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبا الحسن وأمثال تلك. لكنه هناك لم يستشر عليا عليه السلام أبدا وأصر على رأيه وأراد تكرار الحد على أبي بكره لولا علي عليه السلام وتحذيره هذه المرة بأنه إن أقام الحد مرتين فقد حسب شهادته شهادتين وعندها تم النصاب ويجب حد المغيرة فامتنع عمر. ولا شك أن الأمر ثبت للصحابة وأخص
(٢٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 ... » »»