شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢٣٧
علي عليه السلام الذي قال في المغيرة قوله بعد أن ولي الأمر بقوله: لئن أخذت المغيرة لأتبعنه أحجاره. كما جاء في الأغاني: 1 / 147.
وهكذا ترى المغيرة عندما صفى الجو لمعاوية وولاه الكوفة بدأ ينال من علي عليه السلام. قال ابن الجوزي. قدمت الخطباء إلى المغيرة بن شعبة بالكوفة فقام صعصعة بن صوحان فتكلم فقال المغيرة: أخرجوه فأقيموه على المصطبة فليلعن عليا عليه السلام وكان صعصعه من خيار الصحابة. فقال: لعن الله من لعن الله ولعن علي بن أبي طالب عليه السلام فأخبروه بذلك فقال: أقسم بالله لتقيدنه فخرج فقال : إن هذا. يأبى إلا علي بن أبي طالب عليه السلام فالعنوه لعنه الله. فقال المغيرة أخرجوه أخرج الله نفسه. أخرجه الحافظ في رسائله ص 92 وفي الأذكياء ص 98 كما أخرجه أحمد في مسنده 4 ص 369 عن خطبة بن مالك أن المغيرة كان يسب عليا عليه السلام.
نعم هؤلاء وأمثالهم مثل معاوية وعمرو بن العاص الفجرة الكفرة الذين ولاهم عمر رقاب الناس وهدد بهم فطاحل الصحابة وفيهم العالم الورع والمدبر التقي والشريف النقي وأسند إلى هؤلاء أمور المسلمين ورقابهم وأموالهم وأيد أعمالهم الفاسدة وحوله خيار الصحابة من المهاجرين والأنصار ممن ملأ قلوبهم الإيمان والإخلاص بكتاب الله وسنن نبيه ونصحوا لله ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
نعم هؤلاء الذين قيل إنهم الدهات الذين عرفوا كيف يمكرون ويزيفون ويخادعون وينافقون نابذين كتاب الله وسنن رسوله مثبتين مصالحهم الخاصة على مصالح عامة المسلمين يقصون الخيرة ويدنون الفجرة، يروجون المعاصي ويبثون المأسي ويذلون ويقتلون أولياء الله البررة ويرفعون ويمجدون من لعنه الله من الفجار الشررة.
هذا عمر أمير المؤمنين وهذا مغيرة الداهية هذه فعالهم وتلك صنائعهم في الإسلام والمسلمين، هذا الزاني الفاجر يسنده عمر على مرأى ومسمع من كبار الصحابة من المهاجرين والأنصار وذلك حكمهم كما رأيت وما فيه من المتناقضات
(٢٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 ... » »»