شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ١٩٤
الحملة خصوصا عندما صرح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يعلن للمسلمين ومجموع الصحابة من المهاجرين والأنصار بادءا كلامه بالقسم باسم الله العظيم قائلا والله لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله كرارا غير فرار يفتح الله على يديه.
وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وثبت صدقه إذ لم يفه بشئ إلا وتحقق وإن مفهوم المخالفة أن الراية أعطيت قبلها لمن لم يكن الله ورسوله ممن يحبهم ويحبونهم وإنهم فروا وإن الذي يحمل الراية كرار غير فرار وهو المنتصر.
فتطلعت الأعناق إلى هذا الفتى الذي يشمله هذا المديح وهذه الرفعة وهذه الثقة وهم وإن كانوا يعرفون لعلي عليه السلام ميزته في الحروب لكنهم يعلمون أنه معصوب العينين أرمدا وما أشد عجبهم عندما كان الغد حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ادعو لي أخي ووصيي عليا عليه السلام فأجابوه أنه أرمد فقال ائتوني به وإذا به يضع من بصاق فمه على عينيه فتشفيان ويقلده السيف ويعطيه الراية ويتقدم ويتقدم وكلما وقف دونه بطل من أبطالهم جندله حتى قتل مرحبا وأخاه الحارث وأخوه الثاني وهرب اليهود ولاذوا بفرارهم داخل الحصن وأغلقوا الباب وإذا بعلي عليه السلام يقوم بالمعجزة الأخرى وهي قلع باب خيبر العظيمة ووضعها جسرا ودخول المسلمين داخل الحصن وفتحه وانتصارهم على القلاع الأخرى ويتم الانتصار العظيم كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإذا بأبي بكر وعمر ينظران الواحد للآخر ويسمو علي عليه السلام مرة أخرى رفعة وعظمة أمام الجميع ويشتد خصومه حسدا وحقدا وهم مجموع المشركين والمنافقين. نعم هذا عمر في خيبر وأما في أحد فكان أيضا من المدبرين وهكذا في حنين ولم نجد ذابا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غير علي عليه السلام ولم نجد لعمر ولا مرة من الشجاعة والرأي الصائب الذي يخوله إمارة الجيش أو الزعامة في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولهذا لم يتسنم بعد خيبر إمارة وكان كأحد الجنود العاديين وهو دائما دون أبي بكر الذي ثبت فيما مر أنه سبق عمر في الصلة بالنبي
(١٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 ... » »»