الأخرى، وتعديل وتبديل أصول الحرب من القساوة والظلم إلى العطف والبر والإحسان وبث الحرية الفكرية والبدنية وتحرير ما أمكن من الرقاب في شتى الموارد التي نجد فيها في كل خطيئة أو سيئة دنية كيف أوجب الإسلام فيها بتحرير الرقبة وكم أعلن الإسلام من الثواب في تحرير الرقبة والبر والإحسان والأخلاق السامية والحكمة والمنطق والإحسان والابتعاد عن الظلم والإجحاف على مختلف الأمور والموارد. فهل طبقت تلك بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وقد مر بنا عندما قتل خالد ابن الوليد في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجال من بني جذيمة كيف تبرأ من عمله كرارا وأرسل أخاه عليا عليه السلام للدية وكيف أعطاهم وأحسن إليهم وكيف تعامل مع مشركي قريش حينما فتح مكة وقال لهم أنتم الطلقاء وكيف تعامل مع الفتوحات الأخرى إلا الذين عاهدهم وخانوا عهده من اليهود فقد خاصمهم، وكيف كان يهتم بنشر المعارف الإسلامية بإرسال من يفقههم بالكتاب والسنة ومنها إرسال علي عليه السلام إلى اليمن.
وإذا راجعنا زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكيف كان يهتم بهذه الدقائق فمثلا عندما جئ بأسارى طي وفيهم بنت حاتم الطائي وهو يسئلهم عن الأفراد حتى قيل له إنها ابنة حاتم الطائي قال إن أباها كان يحب مكارم الأخلاق (مع أنه كان مشركا) فوهبها ما سلب منها فدعت له ذلك الدعاء الذي رفع قدرها عنده حيث قالت: أصاب الله ببرك مواضع، لا جعل لك عند لئيم حاجة ولا سلب نعمة قوم إلا جعل ردها على يديك ثم كتبت إلى أخيها الفار قائلة له تعال وارجع فإنك أمام رجل الأخلاق والعدالة والبر والإحسان وهكذا وصف الله نبيه العظيم صلى الله عليه وآله وسلم بقوله وإنك لعلى خلق عظيم. وفي أخرى قوله تعالى: ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. والله الذي أوصى بالعفو حينما قال وإن تعفو أقرب للتقوى. وهو القائل وإن كلمة طيبة خير من صدقة يتبعها منا وأذى.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، وقوله اطلب العلم ولو بالصين تلك بعض الأخلاق السامية التي فرضها