شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ١٤٤
أسباب منع تدوين السنة والحديث.
أما بنظر فقهاء الإمامية فالخمس يقسم إلى ستة أقسام ثلاثة الأسهم الأولى وهو ما كان لله وللرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولذي القربى فهي تعطى للإمام وبعده لنائب الإمام وهو أعلم علماء الفقه والأصول الجامع الشروط للعلم والعدالة والتقوى والذكورة البالغ ليصرفه في مصالح المسلمين حسب رأيه وصلاحه. أما الأسهم الثلاثة الباقية فهي لأيتام ومحتاجي وأبناء سبيل الهاشميين من عترة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن المؤسف المذاهب السنية كما ذكرنا أعلاه سلبوا هذا الحق من العترة الطاهرة بعدما اعترف بذلك أكابر علمائهم وفقهائهم. كجلال الدين السيوطي في ج 3 من الدر المنثور والطبري والإمام الثعلبي في تفسيره كشف البيان وجار الله الزمخشري في الكشاف والفوشجي في مسرح التجريد والنسائي في كتاب الفئ وغيرهم يقرون ويعترفون أن ما تعمله الإمامية اليوم كان جاريا في زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بيد أن أبا بكر وعمر ومن تبعهم استفادوا منها لمقاصدهم وأغراضهم الخاصة ولقد كان ذلك نصا إلهيا أثبتها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عملا وسار عليها وما كان لبشر بعده أن يخالف النص باجتهاده ورأيه أبدا مهما بلغ الأمر ومن خالف انطبقت عليه الآيات 44 و 45 و 47 من سورة المائدة وأنا لا أشك أن القارئ الكريم يرى عظمة هذه المخالفة أخص في زمن أبي بكر وعمر وعثمان الذي تحسن فيه الوضع الاقتصادي وأصبح فيه الجميع تشملهم هذه الحقوق والمزايا سوى عترة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا من الصدقات ولا من الخمس. كيف تفسر هذا الاعتداء. أهو دين. ألا يخالف الضمير والوجدان! أية نكاية هذه!
وبغض لعترة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن المؤسف أن يقدم عثمان لطريد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مروان الخمس وفدك ولأبي سرح خمس شمال إفريقيا. نعم ما هي إلا نكاية لعلي عليه السلام وعترة رسول الله
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»