شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ١٤٩
الإطاعة العمياء تحت أوامره.
وقد أراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبرهن في جميع المواقف من هو المحق ومن هو غير المحق.
ولهذا لم نر لأبي بكر أي ميزة حتى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم البقية من المهاجرين والأنصار بل هناك من يتقدمونه بالرأي والتقوى مثل:
سلمان الفارسي، وعمار، والمقداد، وأبو ذر عليهم رضوان الله تعالى.
ومنهم من يتقدمونه بالقربة والشجاعة مثل الزبير ومنهم من يتقدمونه بالتضحية والبذل مثل الأنصار ولما كان أبو بكر أسبق من عمر ويتقدم عليه بالسن، والسياسة، والتقية، والحكمة، فمما ننسبه لأبي بكر بالأحرى ينطبق على عمر وهو الثاني أقل من أبي بكر رأيا وشجاعة في الحروب واعتدالا.
وما عليهم بعد هذا إلا القيام بكلما يقضي على تلك الصفات الممتازة لمن ملأ قلبهم حقدا وحسدا عليه وهو علي عليه السلام وأنصاره وشيعته وبنيه بعد نزع الخلافة منه ولأجل ذلك لم يبق إلا محو آثارهم بمنع تدوين الحديث والسنة. رغم ما للسنة من الأهمية العظمى والحديث من المقام الأسمى فهي التي توصل النصوص والأحكام القرآنية المجملة.
فالصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والآيات الجمة في القرآن الكريم، ووصايا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وسيرته في أعماله وأقواله المكملة لكتاب الله العزيز والتي هي المنهاج للمسلمين كيف تهمل وكيف تترك وهي أن الجهاد أو أمور أخرى كانت تمنع المسلمين عن أداء الواجب، في حين أن نخبة من الصحابة المتقين العلماء والذين ربما
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»