الاجتماعي في شخصية صالح وأن لا يفرط في هذه المكانة وهذا التقدير عندهم ويتراجع عما يعتقد به من الدعوة إلى الله تعالى ولكن صالح (عليه السلام) في هذه اللحظة رجع إلى ربه وإلى ما يعتقد من الأفكار وأجابهم بأن التقدير لا بد أن يكون أولا من الله ولا تقدير من دونه فإذا أراد الله أن يرفع عبدا رفعه وإن اتفق الآخرون على وضعه فقال لهم:
* (يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني منه رحمة فمن ينصرني من الله إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير) * (1) دعوتكم هذه عصيان لله تعالى ولا تزيدونني إلا خسارة إذا اتبعتكم وسرت خلفكم، فتعالوا إلى الله تعالى نذهب سوية، إلى الحق المطلق والرحمة الأبدية، فأجابوه بالتمسك القبلي والذهنية المتحجرة على عادات السلف.
* (أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب) * (2) فإذا كان آباءنا يعبدون الأصنام فكيف نترك ذلك ونتبعك يا صالح؟
ثالثا: - التشاؤم من صالح وأصحابه ضل صالح يدعو قومه أياما وليالي واستمرت دعوته طويلا فلم يؤمنوا به فأصابهم قحط المطر فلم تهطل الأمطار على أوديتهم مدة مديدة فمنعت السماء بركاتها، فهذه علامة من علامات الإنكار والجحود والاستكبار ولكنهم لم يتعضوا من ذلك بل راحوا يحاربون صالح بوسيلة جديدة ألا وهو التشاؤم من نبيهم ومما يدعوهم إليه.
* (قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون) * (3) يا صالح لقد تشاءمنا منك وممن معك من المؤمنين لما أصابنا من قحط المطر والجوع، فهذا الشر منك ومن دعوتك، فأجابهم صالح بروح إيمانية لا تعرف لهذه الأفكار طريقا جليا، إلا بعبادة الله تعالى والسير خلف رسله فقال لهم: هذا القحط أتاكم من عند الله تعالى وهذا بلاء وفتنة لكم واختبار ليرى كيف تصنعون، وبدلا من أن يبدلوا طريقتهم في التعامل مع رسالات الله راحوا يخططون لقتل الرسول المرسل