سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ١٥٤
وعدنا الله ورسوله إلا غرورا) * (1).
فهذا النص الشريف يكشف لنا أمرين:
الأول: - قوة الأعداء وتجهيزهم للمعركة وعدتهم لها بحيث سميت الأحزاب لأنهم اجتمعوا جميعا على قتل الوليد الجديد (الذي يبشر الإنسانية خيرا) في مهده وإطفاء نور الرسالة المحمدية الذي أصبح يقض مضاجعهم يوما بعد يوم.
الثاني: - المنافقين والذين لم يؤمنوا طرفة عين فهؤلاء أصبح أحدهم يجبن الثاني ويزلزل قواعد الجيش ويثبت الرعب بين المسلمين، ولعمري أني لأتسائل أين عدالة الصحابة من هذا النص الذي يصرح بوجود منافقين مع جيش رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، والذين كفروا بقولهم - أن وعد الرسول غرور - وفي خضم تفاعلات المعركة وأوجها استطاع عمر بن ود العامري أن يجتاز الحاجز الذي مع المشركين والوصول إلى المسلمين وأخذ يصرخ بأعلى صوته طالبا المبارزة ولكن الأصحاب المنعوتين بالعدول جميعا في هذا اليوم ظلوا في حيرى من أمرهم سوى علي بن أبي طالب (عليه السلام) وتكررت صراخات عمر وعلي ينهض من بينهم للمواجهة والرسول يجلسه حتى وصل الحد إلى أن يستهزء عمر بمقدرات الرسالة في نفوس أنصارها، فأين الجنة التي تتحدثون عنها؟ هل أنتم خائفون من الذهاب إليها؟ عند ذلك صدرت الأوامر النبوية لعلي بن أبي طالب وبرز إلى عمر مستهينا بالقوة التي يحملها ذلك المشرك وما أن رأى عمر على (عليه السلام) تقدم لقتاله نصحه في الرجوع وإلا الموت، وما أحلى من طعم الموت عند علي (عليه السلام) وتقابل الطرفان وثارت غبرة وما أن انجلت حتى جثى أمير المؤمنين على صدر عمر ليحز رأسه ويقطع الشرك من أصله ويقتلعه من جذوره فكبر المسلمون وانهزم المشركون بسيف على (عليه السلام) فهذه المواقف رد صامت على الأقلام الخبيثة والمأجورة التي تحاول النيل من علي (عليه السلام) وشموخه ولكن هيهات كلما شتموه ارتفع في سلم الكرامة وكلما طاردوا أنصاره خلد في التاريخ أكثر فأكثر.
النبي ويوم الغدير

(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»