سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ١٢٤
فاجتمع السحرة وكان الموعد على بينة من الناس، فهذه هي إحدى وسائل المواجهة في التحديات بحيث يشكل النصر فيها اندثار للطرف المقابل تماما.
ثالثا الترغيب من الوسائل التي يتبعها الطواغيت هي الترغيب واستغلال الطاقات الفكرية في المجتمع لخدمة الانحراف وتسخير الطاقات الفكرية في المجتمع لذلك بحيث يؤدي إلى إضلال المجتمع بالكامل، لأن مسؤولية الوعي تلقى على عاتق المفكرين، فإذا كان المفكرون هم الذين سخروا للخدمة فلا يبقى في المجتمع من يناوئ الضلال والزيغ فتشيع الفاحشة وتبدأ الجهالات تسري في فكر ذلك المجتمع، فالحضارات تبنى بفيض المفكرين، والمجتمعات تنهض بأفكارهم فإذا أردت أن تقتل للمجتمع شخصيته وتدفن قيمته، أسلب منه كل طاقاته الفكرية، فهذا فرعون يحاول أن يجلب أكبر عدد من الطاقات السحرية لغرض إيقاف المد الرسالي لموسى وهارون، يجلبهم بالترغيب وإعطائهم المميزات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي يفقدها أبناء المجتمع إلا من أراده الطاغوت وهذا المعنى يتضح بشكل جلي من خلال هذا النص القرآني حيث يقول:
* (فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أئن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين) * (1).
خامسا الترهيب * (قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين) * (2) فهذا فرعون ينصب نفسه إلها على العالمين بحيث يكون هو العقل المفكر والمدبر لهم، وهو العين التي يبصر بها المجتمع، فيا له من طاغوت يسلب من المجتمع أدنى

(١٢٤)
مفاتيح البحث: الضلال (1)، القتل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»