خلاصة علم الكلام - الدكتور عبد الهادي الفضيلي - الصفحة ٢٧٥
التحديد العلمي على هذه الكلمة. فالظاهرة: هي (الحدث الذي يتكرر في نفس الظروف مع نفس النتائج).
وهي تحمل في مدلولها ثانيا ربطا واضحا بين الرسل والرسالات خلال العصور، وان الدعوة المحمدية يجري عليها أمام العقل ما يجري على هذه الرسالات.
ومن هذا نستخلص أمرين:
1 - انه يصح أن ندرس الرسالة المحمدية في ضوء ما سبقها من الرسالات.
2 - كما يصح أن ندرس هذه الرسالات في ضوء رسالة محمد (ص) على قاعدة أن (حكم العام ينطبق على الخاص قياسا، وحكم الخاص ينطبق على العام استنباطا).
ولا مانع اذن من أن نعيد النظر في معنى (الاعجاز) في ضوء منطق الآية الكريمة.
وحاصل هذا:
اننا إذا اعتبرنا الأشياء في حدود الحدث المتكرر أي في حدود الظاهرة، فالاعجاز هو:
1 - بالنسبة إلى شخص الرسول: الحجة التي يقدمها لخصومه ليعجزهم بها.
2 - وهو بالنسبة إلى الدين: وسيلة من وسائل تبليغه.
وهذان المعنيان للاعجاز يضيفان على مفهومه صفات معينة:
أولا: ان الاعجاز - ك (حجة) - لا بد أن يكون في مستوى ادراك الجميع، والا فاتت فائدته، إذ لا قيمة منطقية لحجة تكون فوق ادراك الخصم، فهو ينكرها عن حسن نية أحيانا.
ثانيا:
ومن حيث كونه وسيلة لتبليغ دين: أن يكون فوق طاقة الجميع.
ثالثا:
ومن حيث الزمن: أن يكون تأثيره بقدر ما في تبليغ الدين من حاجة اليه.
وهذه الصفة الثالثة تحدد نوع صلته بالدين الصلة التي تختلف من دين إلى آخر باختلاف ضرورات التبليغ.
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 ... » »»