خلاصة علم الكلام - الدكتور عبد الهادي الفضيلي - الصفحة ٢٦٤
غيره، وبقيد (بغير واسطة بشر) يخرج الامام والعالم فإنهما مخبران عن الله تعالى بواسطة النبي (1).
والمميزات والخصائص التي يتم اصطفاء واختيار النبي على أساس منها، هي - باختصار - أن يمثل النبي في شخصيته الانسان في اسمى حالات كماله البدني والخلقي والعقلي.
وقد اختلف المتكلمون المسلمون في حكم النبوة أو بعث الأنبياء من قبل الله تعالى إلى الناس، على قولين:
1 - الوجوب عقلا، وهو مذهب المعتزلة.
2 - الجواز عقلا، وهو مذهب الأشاعرة.
وحجة المعتزلة:
ان التكاليف الشرعية ألطاف في التكاليف العقلية، بمعنى ان الانسان المكلف متى واظب على الامتثالات الشرعية كان أقرب إلى التكاليف العقلية.
وبتعبير آخر:
ان التبليغ الذي يأتي به الأنبياء تشريعا من الله يأتي موافقا لما يحكم به العقل، بمعنى انه لا يمتنع عند العقل.
واللطف واجب لأنه هو الذي يحصل غرض الشارع المكلف.
ومتى لم يجب لزم نقض غرض الشارع المكلف.
بيان الملازمة:
إن المكلف إذا علم أن المكلف لا يطيع الا باللطف لا يكلفه بدونه، لأنه لو كلفه بدونه كان ناقضا لغرضه، فيكون الشأن كمن دعا غيره إلى طعام وهو يعلم أنه لا يجيبه

(1) النافع يوم الحشر 58.
(٢٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 258 259 260 261 263 264 265 266 267 268 269 ... » »»