خلاصة علم الكلام - الدكتور عبد الهادي الفضيلي - الصفحة ٢٥٨
وما وعد به من الروايات في موضوع الرؤية نذكر منها ما يرتبط بمسألة الرؤية القلبية في الآخرة، وهما الروايتان التاليتان:
وفي المعاني باسناده عن هشام قال: كنت عند الصادق جعفر بن محمد (ع) إذ دخل عليه معاوية بن وهب وعبد الملك بن أعين، فقال له معاوية بن وهب: يا ابن رسول الله ما تقول في الخبر المروي: أن رسول الله (ص) رأى ربه؟
على أي صورة رآه؟
وفي الخبر الذي رواه ان المؤمنين يرون ربهم في الجنة؟
على أي صورة يرونه؟.
فتبسم ثم قال: يا معاوية ما أقبح بالرجل يأتي عليه سبعون سنة وثمانون سنة يعيش في ملك الله ويأكل من نعمه ثم لا يعرف الله حق معرفته.
ثم قال: يا معاوية، إن محمدا (ص) لم ير الرب تبارك وتعالى بمشاهدة العيان.
وإن الرؤية على وجهين:
رؤية القلب.
ورؤية البصر.
فمن عنى برؤية القلب فهو مصيب.
ومن عنى برؤية البصر فقد كذب وكفر بالله وآياته لقول رسول الله (ص): من شبه الله بخلقه فقد كفر.
ولقد حدثني أبي عن أبيه عن الحسين بن علي (ع) قال: سئل أمير المؤمنين (ع) فقيل له: يا أخا رسول الله هل رأيت ربك ؟
فقال: لم أعبد ربا لم أره، لم تره العيون بمشاهدة العيان، ولكن تراه القلوب بحقائق الايمان.
(٢٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 253 254 255 256 257 258 259 260 261 263 264 ... » »»