ثم عقر الجمل.. وترك وما ترك - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ١١٦
قال (عليه السلام): " يا هؤلاء! إنما اقتديت برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حين صالح سهيل بن عمرو ".
قالوا: نقمنا عليك أنك قلت للحكمين: انظروا كتاب الله، فإن كنت أفضل من معاوية فأثبتاني في الخلافة، فإذا كنت شاكا في نفسك، فنحن فيك أشد وأعظم شكا.
قال (عليه السلام): " إنما أردت بذلك النصفة - الإنصاف - فإني لو قلت: احكما لي دون معاوية لم يرض ولم يقبل، ولو قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لنصارى نجران لما قدموا عليه: " تعالوا نبتهل فأجعل لعنة الله عليكم، لم يرضوا، ولكن أنصفهم من نفسه، فكذلك فعلت أنا، ولم أعلم بما أراد عمرو بن العاص من خديعة أبي موسى ".
قالوا: فإنا نقمنا عليك إنك حكمت حكما في حق هو لك.
فقال (عليه السلام): " إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حكم سعد بن معاذ في بني قريظة ولو شاء لم يفعل، وأنا اقتديت به، فهل بقي عندكم شئ؟ ".
فسكتوا وصاح جماعة منهم من كل جانب: التوبة التوبة يا أمير المؤمنين. فأعطى الإمام راية أمان مع أبي أيوب
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»
الفهرست