ثم عقر الجمل.. وترك وما ترك - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ١٢١
من ظلم وجور وتعسف لا سيما أهل البيت وأتباعهم وقد بلغ السيل الزبى، حتى قام المسلمون في أمصارهم بالثورة على الفساد الذي تفشى في دست الحكم ووصل ذروته في عهد عثمان بن عفان نتيجة سوء إدارته وسوء تصرف عماله حتى أدى ذلك إلى مقتله، عند ذلك أجمعت الأمة على تصحيح مسيرتها ورفع الجور عنها، والبيعة للإمام علي أمير المؤمنين خليفة لرسول رب العالمين. إلا أن الحاقدين والحاسدين والطامعين، نكثوا البيعة وأثاروا الحروب ضد الإمام علي، بعد ما يأسوا من الحصول على أغراضهم الدنيوية من مناصب وأموال التي كانوا يتمتعون بها أيام خلافة عثمان، بالإضافة إلى خوفهم من عدل علي (عليه السلام) لمحاسبتهم " من أين لك هذا؟ ". فزحفت جيوشهم من مكة إلى البصرة بزعامة عائشة بنت أبي بكر، وطلحة بن عبيدة، والزبير بن العوام، وبمؤازرة بني أمية، وفي مقدمتهم مروان بن الحكم، وعبد بن عامر عامل عثمان على مكة، ويعلى بن منبه، بعد سرقة ما في بيت مال المسلمين بمكة من أموال، فكان ما كان من حربي الجمل الصغرى والكبرى في البصرة، كما سجلها التاريخ، وراح ضحيتها زهاء أربع وعشرين ألفا من الفريقين سوى ما ترك من المعوقين والأرامل واليتامى، في حرب الناكثين.
ثم جاء دور القاسطين المتمثل بمعاوية بن أبي سفيان، ومؤازرة عمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، وزياد بن أبيه ومروان بن الحكم وغيرهم، من الذين أعماهم الحقد الدفين، والحسد القاتل،
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 » »»
الفهرست