تنزيه الشيعة الإثني عشرية عن الشبهات الواهية - أبو طالب التجليل التبريزي - ج ١ - الصفحة ٢٧١
نقله وروايته عن منبع علم الشريعة وحجة الله على الأمة، فكيف بإكثارها؟!
وكلما كثرت الرواية عنه كثر فضلها، ولا يقل فضلها بافتراء شخص آخر فيها، وإنما وزره عليه دون غيره ممن كان له لسان صدق في الرواية ورعاية حق الأمانة.
وقال فيها كذلك:
أو زعم أنهم ضمنوا له الجنة... فهو الثقة المأمون.
أقول: من الواضح أنه لا يمكن التوثيق بمجرد دعوى رجل أن الإمام عليه السلام ضمن له الجنة، لكنه إذا ورد ذلك من طريق موثق غيرها ثبت به وثاقة الرجل. وأما ضمان الامام له بالجنة بمعنى إخباره عن إيمانه وتقواه إلى آخر عمره، بما يستلزم مغفرة زلاته طبق ضوابط القرآن الكريم، وعلم الإمام بذلك بإلهام الله والعلم الموروث له من النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وأما تقبيله لرجل الامام فإنما هو تواضع له، والتقبيل بحسب الفطرة لاظهار المحبة، وجوازه أمر واضح كتقبيل الانسان لولده. أما التواضع فلا إشكال في جوازه للمؤمنين، فضلا عن الامام المعصوم، وقد أمر الله سبحانه نبيه بالتواضع للمؤمنين، فقال تعالى: ﴿واخفض جناحك للمؤمنين﴾ (1)، بل التواضع له لأجل كونه حجة الله عليه تواضع لله تعالى في الحقيقة.
وقال في ص 399:
أو أنه كان يغلو فيهم.
أقول: وذكر الشاهد له في ذيل الصفحة ما رواه الكشي أن واصل

(١) الحجر ١٥: 88.
(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 ... » »»