تنزيه الشيعة الإثني عشرية عن الشبهات الواهية - أبو طالب التجليل التبريزي - ج ١ - الصفحة ٢٦٩
مؤسس بذلك الموضع ليصلي فيه المغرب، وكان في صحن المسجد شجرة نبق لم تحمل قط، فدعا بكوز فيه ماء فتوضأ في أصل الشجرة وقام يصلي، فصلى معه الناس المغرب، ثم تنفل بأربع ركعات وسجد بعدهن للشكر، ثم قام فودع الناس وانصرف، فأصبحت النبقة وقد حملت من ليلتها حملا حسنا، فرآها الناس وقد تعجبوا من ذلك غاية العجب!.
وقال في ص ٣٩٧:
ولو جاز أن يأمر الله عز وجل بطاعة غير بالغ لجاز أن يكلف الله غير بالغ.
أقول: هذا في الافراد المتعارفة من الانسان، ولكن من قدرة الله تعالى أن يمنح غير البالغ - بحسب السن - مرتبة النبوة، فضلا عن الإمامة، كما فعل بعيسى بن مريم عليهما السلام، ونطق به القرآن الكريم: ﴿قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا * قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا﴾ (1) ر.
فلا غرو أن يبلغ الله غير بالغ - بحسب السن - مرتبة الإمامة، ويعطيه عن طريق الاعجاز مرتبة من العلم والكمال فوق حد سائر أفراد البشر، ويجعله حجة عليهم، ويفهم القضاء بين الناس دقيقه وجليله، وغامض الاحكام وشرائع الدين.
وقال في نفس الصفحة:
قال المامقاني: ألا ترى إلى الإمام الجواد عليه السلام وهو صغير.
أقول: قد تقدم الكلام في إمامة الجواد عليه السلام في صغره في ذيل قول

(١) مريم ١٩: 29، 30.
(٢٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 ... » »»