تنزيه الشيعة الإثني عشرية عن الشبهات الواهية - أبو طالب التجليل التبريزي - ج ١ - الصفحة ٢٦٧
فطاف بالبيت فطفت معه، ثم خرج فخرجت معه، فمشى قليلا فإذا أنا بموضعي الذي كنت فيه أ عبد الله تعالى بالشام! ثم غاب عني فبقيت متعجبا حولا مما رأيت!
فلما كان العام المقبل إذ ذاك الشخص قد أقبل علي فاستبشرت به، فدعاني فأجبت، ففعل معي كما فعل في العام الماضي، فلما أراد مفارقتي قلت له: بحق الذي أقدرك على ما رأيت منك إلا ما أخبرتني من أنت؟
فقال: أنا محمد بن علي الرضا بن موسى بن جعفر عليهم السلام.
فحدثت بعض من كان يجتمع بي في ذلك الموضع، فرفع ذلك إلى محمد بن عبد الملك الزيات، فبعت إلي من أخذني من موضعي وكبلني بالحديد وحملني إلى العراق وحبسني كما ترى، وادعى علي بالمحال.
فقلت له: أفأرفع قصتك إلى محمد بن عبد الملك الزيات؟
قال: إفعل فكتبت عنه قصته وشرحت فيها أمره ورفعتها إلى محمد بن عبد الملك، فوقع على ظهرها: قل للذي أخرجك من الشام إلى هذه المواضع التي ذكرتها يخرجك من السجن؟!
قال أبو خالد: فاغتممت لذلك وسقط في يدي، وقلت: إلى غد آتيه وآمره بالصبر، وأعده من الله بالفرج، وأخبره بمقالة هذا الرجل المتجبر، فلما كان من الغد قال:
باكرت إلى السجن، فإذا أنا بالحرس والموكلين بالسجن في هرج، فسألت: ما الخبر؟ فقيل لي: إن الرجل المتنبي المحمول من الشام فقد البارحة من ا لسجن وحده بمفرده، وأصبحت قيوده والاغلال التي كانت في عنقه مرماة في السجن لا ندري كيف خلص منها؟! وطلب فلم يوجد له أثر ولا خبر، ولا يدرون أنزل في الأرض أم عرج به إلى السماء؟
(٢٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 ... » »»