تنزيه الشيعة الإثني عشرية عن الشبهات الواهية - أبو طالب التجليل التبريزي - ج ١ - الصفحة ٢١٥
فداك! إن رجلا يأتينا من قبلكم يعرف بالكذب فيحدث بالحديث فنستبشعه؟
فقال أبو عبد الله عليه السلام: يقول لك: إني قلت لليل: إنه نهار، وللنهار: إنه ليل؟.
قال: لا!
قال: فإن قال لك هذا: إني قلته، فلا تكذب به، فإنك إنما تكذبني.
أقول: كون راوي الكلام متهما بالكذب لا يجوز شرعا تكذيبه، وإن كان لا يجوز تصديقه أيضا بدون إحراز صدقه.
كما أن مجرد كون ظاهر الرواية على خلاف الواقع لا يجوز تكذيبها، بل لعل لها معنى صحيحا عند أهلها. كما روى المجلسي فضيلة التدبر في أخبار الأئمة عليهم السلام، وأن حديثهم صعب مستصعب، وأن كلامهم ذو وجوه كثيرة.
وقال في نفس الصفحة:
وقد ذكر شيخهم المجلسي في هذا الاتجاه (116) حديثا في باب بعنوان باب أن حديثهم عليهم السلام صعب مستصعب، وأن كلامهم ذو وجوه كثيرة، وفضيلة التدبر في أخبارهم رضي الله عنهم، والتسليم لهم والنهي عن رد أخبارهم، وإذا قارنت هذا بما يذهب إليه أهل السنة استبان بصورة أعظم ضلالهم، وبضدها تتميز الأشياء.
أقول: ما ذهب إليه أهل السنة - كما بينه المصنف في ذيل هذه الصفحة - هو قبول الأحاديث إذا كانت مطابقة لأذواقهم، وردها إذا كانت
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»