تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٥٢
وما يجيز مثل ذلك على الأنبياء (عليهم السلام) إلا من لا يعرف حقوقهم ولا يعلم ما تقتضيه منازلهم.
[حول إيحاء إبليس لحواء بتسمية ولدها عبد الحارث:] مسألة: فإن قال قائل (1): فما قولكم في قوله تعالى: * (هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون) * (2) أو ليس ظاهر هذه الآية يقتضي وقوع المعصية من آدم (عليه السلام) لأنه لم يتقدم من يجوز صرف [هذه] الكناية في جميع الكلام إليه إلا [ذكر] آدم (عليه السلام) وزوجته، لأن النفس الواحدة هي آدم، وزوجها المخلوق منها هي حواء (3). فالظاهر على ما ترون ينبي عما ذكرناه، على أنه قد روي (4) في الحديث أن إبليس لعنه الله تعالى لما أن حملت حواء عرض لها وكانت ممن لا يعيش لها ولد. فقال لها: [إن] أحببت أن يعيش ولدك فسميه عبد الحارث، وكان إبليس قد يسمى بالحارث، فلما ولدت سمت ولدها بهذه التسمية. فلهذا قال تعالى: * (جعلا له شركاء فيما آتاهما) *.

(١) في " ش ": فإن قيل.
(٢) سورة الأعراف: ١٨٩ - ١٩٠.
(٣) في " م ": وزوجها المخلوقة منها حواء.
(٤) تفسير الحسن البصري: ١ / ٣٩٥، مجمع البيان: ٤ / ٤١٠، الدر المنثور: ٣ / 623.
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»