الجواب: قلنا: قد أجاب أصحابنا عن هذا بأن العلة في استتاره من الأعداء هي الخوف منهم والتقية، وعلة استتاره من الأولياء لا يمتنع أن يكون لئلا يشيعوا خبره ويتحدثوا عنه مما (1) يؤدي إلى خوفه وإن كانوا غير قاصدين به ذلك (2). وقد ذكرنا في كتاب الإمامة جوابا آخر، وهو أن الإمام (عليه السلام) عند ظهوره عن الغيبة إنما يعلم شخصه [من غيره] ويتميز عينه من جهة المعجز الذي يظهر على يديه (3)، لأن النص المتقدم من آبائه (عليهم السلام) [عليه] لا يميز شخصه من غيره، كما ميز النص أشخاص آبائه (عليهم السلام) لما وقع على إمامتهم. والمعجز إنما يعلم [أنه] دلالة وحجة بضرب من الاستدلال، والشبهة معترضة لذلك وداخلة فيه (4)، فلا يمتنع على هذا أن يكون كل من لم يظهر له من أوليائه (5)، فلأن المعلوم من حاله أنه متى ظهر له قصر في النظر في معجزه، ولحق [به] هذا التقصير (6) عند دخول الشبهة لمن يخاف منه من الأعداء.
وقلنا أيضا: [إنه] غير ممتنع أن يكون الإمام (عليه السلام) يظهر لبعض أوليائه ممن لا يخشى من جهته شيئا من أسباب الخوف، فإن هذا [مما] لا يمكن القطع على ارتفاعه وامتناعه، وإنما يعلم كل واحد من شيعته حال نفسه، ولا سبيل له إلى العلم بحال غيره. (ب) ولولا أن استقصاء الكلام في مسائل الغيبة يطول ويخرج عن الغرض بهذا