الولاية التكوينية ، الحق الطبيعي للمعصوم (ص) - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ٢٥٢
تعلمون) (1) ومثل ذلك كثير.
بل لو تأملنا في القرآن لوجدنا أنه يتحدث عن أن العلم بالغيب ناله أناس عاديون لم يكونوا بدرجة الأنبياء والرسل والأوصياء، فها هي أم موسى (عليه السلام) تحدث بمستقبل ابنها، وما سيؤول إليه مصيره، من دون أن تقترن عملية الإيحاء بالمهام الرسالية حتى: (وأوحينا إلى أم موسى أن ارضعيه فإذا خفت عيه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين). (2)

١ - يوسف: ٨٦.
واستباقا لما قد يتعرض عليه البعض بالقول بأن مراد الآية هو أنه ينفي عنهم علم ما لم يعلموا من الشؤون العامة التي لا تعني بالضرورة علم الغيب، والاعتراض ليس في محله، لأن نفي النبي (عليه السلام) هنا هو نفي كلي عن أهل زمانه، ولو كان العلم الذي يتحدث عنه علما عاما، فإنه ليس من المستبعد عقليا أن يأتي من يعلم هذا العلم، ولهذا فإن وصف هذا العلم بأنه من الله، واقترانه بنفيه عنهم نفيا تاما يستدعي أنهم لن يدركوه مهما أوتوا من قوة.
٢ - القصص: ٧.
نقدم ذلك لنقول أن الأمر ليس بالضرورة يقترن بحاجة الرسالة إلى ذلك كما يدعي الرجل في مناسبات عديدة، وإنما هي كرامة من الله جل وعلا يؤتيها من يشاء من عباده.
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»
الفهرست