المنتخب من الصحاح الستة - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ٥٢
عباس فقال: أنشدكما بالله هل تعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال ذلك؟ قالا: نعم قال: فإني أحدثكم عن هذا الأمر إن الله قد كان خص رسوله في هذا الفئ بشئ لم يعطه أحدا غيره فقال جل ذكره:
(وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب) إلى قوله قدير فكانت هذه خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم والله ما اختارها دونكم ولا استأثر بها عليكم لقد أعطاكموها وقسمها فيكم حتى بقي هذا المال منها فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفقه على أهله نفقة سنتهم من هذا المال ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله فعمل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حياته ثم توفي النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر: فأنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبضه أبو بكر، فعمل فيه بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم حينئذ وأقبل على علي وعباس وقال: تذاكران أن أبا بكر فيه كما تقولان والله يعلم أنه فيه لصادق بار راشد تابع للحق ثم توفي الله

* إذ لا يخاف الموالي على النبوة ولقوله تعالى وورث سليمان داود، وقال ابن الجزري في " تاريخه " وورث سليمان داود علمه وماله " (١ /) من تاريخ الكامل وفي رواية فلما مات رسول الله صلى الله عليه وآله ادعت فاطمة الزهراء أن النبي صلى الله عليه وآله كان ينحلها فدكا فقال أبو بكر: أنت أعز الناس علي فقرا ولكني لا أعرف صحة قولك ولا يجوز أن أحكم بذلك فشهد لها أم أيمن... كما مر وفي رواية أنها عليها السلام قالت: إن النبي صلى الله عليه وآله فأعطاني فدك فدكا في حياته واستشهدت على ذلك عليا وأم أيمن فشهدا لها بها فأجابها عن الميراث بخبر غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وآله (لا نورث ما تركنا صدقة) وعن دعوى فدك إنها لم تكن للنبي وإنما كانت مالا للمسلمين في يده ويحمل به الرجال وينفقه في سبيل الله وأنا إليه كما كان يليه فلما بلغها ذلك لأتت خمارها وأقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها تطأ في ذيولها حتى دخلت عليه ومعه جل المهاجرين والأنصار فضربت بينها وبينهم قبطة ثم أنت أنه أجهش لها القوم بالبكاء ثم أمهلت طويلا حتى سكتوا من فورتهم وقالت: أبتدئ بحمد من هو أولى بالحمد والطول والمجد الحمد لله على ما أنعم وله الشكر بما الهم ثم خطبت خطبة طويلا قالت في آخرها فاتقوا الله حق تقاته وأطيعوه فيما أمركم فإنما يخشى الله من عباده العلماء واحمدوا الله الذي بعظمته ونوره يبتغي من في السماوات ومن في الأرض إليه الوسيلة ونحن وسيلته في خلقه ونحن خاصته ومحل قدسه ونحن حجته في غيبه ونحن ورثة أنبيائه ثم قالت: أنا فاطمة بنت محمد أقول عودا على بدء ما أقول ذلك شرفا ولا شططا فاسمعوا بأسماع واعية وقلوب راعية ثم قالت: لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تعزوه تجدوه أبي دون آباءكم وأخي ابن عمي دون رجالكم ثم قالت: أنتم تزعمون
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»