المنتخب من الصحاح الستة - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ٥٥
وجوه الناس، فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته، ولم يكن بايع تلك الأشهر فأرسل إلى أبي بكر أن آتنا ولا يأتنا معك أحد كراهية محضر عمر بن الخطاب فقال عمر لأبي بكر: والله: لا تدخل عليهم وحدك فقال أبو بكر: وما عسى هم أن يفعلوا بي إني والله لآتينهم فدخل عليهم أبو بكر فتشهد علي بن أبي طالب ثم قال:
إنا قد عرفنا يا أبا بكر فضيلتك وما أعطاك الله ولم ننفس عليك خيرا ساقه الله إليك و لكنك استبددت علينا بالأمر وكنا نحن نرى لنا حقا لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يزل يكلم أبا بكر حتى فاضت عينا أبي بكر، فلما تكلم أبو بكر قال: والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي من أن أصل قرابتي، وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال، متفق عليه أخرجه مسلم في باب حكم الفئ من كتاب الجهاد (2 / 91)

* (قوله: ولم يؤذن بها أبو بكر) وما روي في هذا الباب ما رواه ابن سعد، أخبرنا محمد بن عمر، ثنا قيس، عن مجالد، عن الشعبي قال صلى على فاطمة بنت رسول الله أبو بكر فكبر عليها أربعا وقال ابن حجر: وفي هذا الحديث ضعف وانقطاع " الإصابة " (4 / 367) (أقول) وأما الضعف لأنه مخالف لأحاديث الشيخين لأنهما قد صرحا من رواية عائشة أن عليا صلى عليها ولم يؤذن بها أبا بكر (أي بحسب وصيتها لأن فاطمة الزهراء أوصت أن لا يصلي عليها أبو بكر) وأما الانقطاع لأن مداره على الشعبي وأنه لم يدرك هذه الواقعة وقد أخطأ ابن كثير خطأ فاحشا مع معرفة الأخبار وقال: وإسناده جيد قوي وتبعه العيني، ولكن لا يلزم من صحة الإسناد على صحة المت إذ قد يكون شاذا أو معللا (قوله: ولم يكن بايع تلك الأشهر) وفي رواية الزهري، لم يبايع علي ولا أحد من بني هاشم، ويؤيده ما رواه الكليني عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لم يبايع أبا بكر وعمر وعثمان، وقد اعترف بهذا عمر بن الخطاب على المنبر " أن عليا و الزبير ومن معهما خالفونا، كما رواه البخاري.
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»