المنتخب من الصحاح الستة - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ٥٣
أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني مالك ابن أوس بن حدثان النصيري أن عمر بن الخطاب دعاه فجاءه حاجبه يرفأ قال: هل لك في عثمان وعبد الرحمن والزبير وسعد يستأذنون؟ فقال: نعم فأدخلهم فلبث مليلا ثم جاء فقال هل لك في عباس وعلي عليهما السلام يستأذنان؟ قال: نعم، فلما دخلا قال عباس: يا عمر اقض بيني وبين هذا وهما يختصمان في التي أفاء الله على رسوله من بني النضير فاستب علي وعباس فقال الرهط: يا أمير المؤمنين: اقض بينهما وارح أحدهما من الآخر فقال عمر:
اتئدوا أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" لا نورث ما تركنا صدقة "؟ يريد بذلك نفسه قالوا: قد قال ذلك؟ فأقبل عمر على علي و

* وقال ابن ميثم البحراني: واعلم أن فدك كانت خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك أنه لما فرغ من أمر خيبر قذف الله في قلوب أهل فدك الرعب فبعثوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يصالحونه على النصف فقبل ذلك منهم فكانت له خالصة إذا لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب وقال النواوي: فكانت هذه كلها ملكا لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة لا حق فيها لأحد غيره وروى أيضا أنه صالحهم على كلها ثم المشهور بين الشيعة والسنة (والمتفق عليه عند الإمامية) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاها فاطمة الزهراء سلام الله عليها، و رووا ذلك من طرق مختلفة منها عن أبي سعيد الخدري قال، لما أنزلت وآت ذي القربى حقه أعطى رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة فدك، أخرجه الحافظ أبو يعلى الموصلي في " المسند " (2 / 25) والهيثمي في " مجمع الزوائد " (7 / 49) والبزار في " مسنده " وعنه ابن كثير في " تفسيره " (3 / 36) وله شاهد من حديث ابن عباس وعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه، كما مر بيانه فلما تولى أبو بكر الخلافة عزم على أخذها منها فأرسلت إليه تطالبه بميراثها، فأجابها عن الميراث بخبر رواه هو نحن معاشر الأنبياء لا نورث فما تركناه فهو صدقة " وقال الحسن البصري: عدم الإرث منهم مختص بنبينا صلى الله عليه وآله لقوله تعالى عن زكريا يرثني ويرث من آل يعقوب وأن المراد به وراثة المال وقال: لو أراد وراثة النبوة (كما زعم بعض) لم يقل: وإني خفت الموالي من ورائي
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»