المنتخب من الصحاح الستة - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ٤٨
لأبي بكر: موعدك العشية للبيعة فلما صلى أبو بكر الظهر رقى على المنبر فتشهد وذكر شأن علي عليه السلام وتخلفه عن البيعة وعذره بالذي اعتذر إليه ثم استغفر وتشهد علي فعظم حق أبي بكر، وحدث إنه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر ولا إنكارا للذي فضله الله به ولكنا كنا نرى لنا في هذا الأمر نصيبا واستبد علينا فوجدنا في أنفسنا فسر بذلك المسلمون وقالوا: أصبت وكان المسلمون إلى علي عليه السلام قريبا حين راجع الأمر المعروف.
(متفق عليه) أخرجه البخاري في باب غزوه خيبر من كتاب المغازي (2 / 609) ومسلم في (2 / 91) في الجهاد

* عليه السلام لم يمنعه من أن يدعو الناس إلى نفسه إلا أنهم أن يكونوا ضلالا لا يرجعون عن الإسلام أحب إليه من أن يدعوهم فيأبوا عليه فيصيرون كفارا كلهم " وفي رواية أبي عبد الله الصادق (ع) حين سأله زرارة، ما منع أمير المؤمنين عليه السلام أن يدعو الناس إلى نفسه؟
قال: خوفا أن يرتدوا، أي لا يشهدوا أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله.
وفي رواية أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال: إن الناس لما صنعوا ما صنعوا إذ بايعوا أبا بكر لم يمنع أمير المؤمنين عليه السلام من أن يدعو إلى نفسه نظرا للناس وتخوفا عليهم أن يرتدوا عن الإسلام، فيعبدوا الأوثان، ولا يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله، وكان الأحب إليه أن يقرهم على ما صنعوا من أن يرتدوا عن جميع الإسلام، وإنما هلك الذين ركبوا ما ركبوا، فأما من لم يصنع ذلك، ودخل فيا دخل فيه الناس على غير علم ولا عداوة لأمير المؤمنين عليه السلام فإن ذلك لا يكفره ولا يخرجه عن الإسلام... رواه الكليني في " الروضة " صفحة / ٢٣٤ برقم (٤٥٤) وعنه المجلسي في " بحار الأنوار " (٨ /) وفي رواية علي بن الحسن بن فضال، عن أبيه قال: سألت أمير المؤمنين عليه السلام كيف مال الناس عنه إلى غيره وقد عرفوا فضله و سابقته ومكانه من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: إنما مالوا عنه إلى غيره وقد عرفوا فضله لأنه كان قتل من آبائهم وأجدادهم وأخوانهم وأعمامهم وأخوالهم وأقربائهم المحادين الله ولرسوله صلى الله عليه وآله عددا كثيرا وكان حقدهم عليه لذلك في قلوبهم فلم يحبوا أن يتولى عليهم ولم يكن في قلوبهم على غيره مثل ذلك لأنه لم يكون له في الجهاد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما كان فلذلك عدلوا عنه ومالوا إلى غيره، رواه الطبرسي في " الإحتجاج " (/) وعنه المجلسي في البحار " (8 / 151) وفي الباب أحاديث كثيرة هذا علة ما رواه البخاري (استنكر علي وجوه الناس) وفي رواية عند أبي قتيبة، وإن أبا بكر تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند علي كرم الله وجهه فبعث إليهم عمر بن الخطاب فجاء ناداهم و هم في دار علي فأبوا أن يخرجوا، فدعا بالحطب وقال: والذي نفسي عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها، فقيل له يا أبا حفص:
إن فيها فاطمة بضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: وإن فخرجوا فبايعوا إلا عليا... وبقي عمر ومعه قوم فأخرجوا عليا فمضوا به إلى أبي بكر فقالوا له: بايع؟ فقال: إن أنا لم أفعل فمه؟ قالوا: إذا والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك قال: إذا تقتلون عبد الله وأخا رسوله؟ فقال عمر: أما عبد الله فنعم، وأما أخو رسوله فلا. وهذا معنى قوله ولا يأتنا أحد معك كراهية ليحضر عمر بن الخطاب
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»