المنتخب من الصحاح الستة - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ٤٧
فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا و " لا يأتينا أحد معك كراهية ليحضر عمر، فقال عمر: لا والله لا تدخل عليهم وحدك فقال أبو بكر: وما عسيتهم أن يفعلوا بي، والله لآتينهم فدخل عليهم أبو بكر فتشهد علي فقال: إنا قد عرفنا فضلك، وما أعطاك الله ولم ننفس عليك خيرا ساقه الله إليك ولكنك استبددت علينا بالأمر وكنا نرى لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وآله نصيبا.
حتى فاضت عينا أبي بكر فلما تكلم أبو بكر قال: والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال فإني لم آل فيها عن الخير ولم أترك أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيها إلا صنعته، فقال علي عليه السلام

* رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحافظ ابن حجر في " الإصابة " (٤ / ٣٦٧) وهذا فيه ضعف وانقطاع وقد روى بعض المتروكين عن مالك عن جعفر بن محمد، عن أبيه، نحوه، ورواه الدارقطني وابن عدي.
(قوله: فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الأشهر، وفي رواية الزهري ولم يبايعه علي ولا أحد من بني هاشم، وتكلم فيه البيهقي بلا حجة، وله شواهد كثيرة. منها ما رواه الكليني عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال: الناس صاروا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمنزلة من اتبع هارون عليه السلام ومن اتبع العجل، وإن أبا بكر دعا (إلى بيعته وموافقته) فأبى علي بن أبي طالب (ع) إلا القرآن وإن عمر بن الخطاب دعا فأبى أمير المؤمنين عليه السلام إلا القرآن، وإن عثمان دعا فأبى علي عليه السلام إلا القرآن.
حتى قال أكثر الشيعة أنه لم يبايع أصلا ومنهم من قال: " إنه بايع بعد ستة أشهر كرها، ويؤيده ما رواه الطبرسي في الإحتجاج، من رواية أسامة بن زيد.
وقال بعضهم إنه بايع بعد أن تخلف في بيته مدة ودافع طويلا، وكل ذلك مما تقضي الضرورة معه بوقوع الخلاف والمناقشة بينهم والحق أن المناقشة كانت ثابتة بين علي بن أبي طالب وبين أبي بكر وعمر في زمانهما والشكاية والتظلم الصادر عنهما في ذلك أمر معلوم بالتواتر المعنوي فإنا نعلم بالضرورة أن الألفاظ المنقولة عنه المتضمنة للتظلم والشكاية في أمر الخلافة قد بلغت في الكثرة والشهرة بحيث لا يكون بأسرها كذبا بل لا بد وأن يصدق واحد منها وأيهما صدق ثبت فيه الشكاية أما خصوصيات الشكايات بألفاظها المعينة فغير متواترة وإن كان بعضها أشهر من بعض " منها ما رواه الحافظ ابن عبد البر في " الإستيعاب " (1 / 490) عن الشعبي قال: لما خرج طلحة والزبير كتبت أم الفضل بنت الحارث إلى علي عليه السلام بخروجهم فقال علي (ع): العجب لطلحة والزبير إن الله عز وجل لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا نحن أهله وأولياؤه لا ينازعنا سلطانه أحد فأبى علينا قومنا فولوا غيرنا وأيم الله لولا مخافة الفرقة وأن يعود الكفر ويبور الدين لغيرنا فصبرنا على بعض الألم. ويؤيده ما رواه الصدوق عن أبي عبد الله الصادق (ع) حين سئل عنه لم كف علي عليه السلام عن القوم؟ قال: مخافة أن يرجعوا كفارا. وفي هذا الباب عن أبي جعفر الباقر عليه السلام فقال: إن عليا
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»