المنتخب من الصحاح الستة - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ٥٤
(حدثنا) محمد بن رافع، قال: نا حجين، قال: نا ليث عن عقيل، عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير، عن عائشة أنها أخبرته إن فاطمة الزهراء عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وآله أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر، فقال أبو بكر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: " لا نورث ما تركنا صدقة " إنما يأكل آل محمد صلى الله عليه وآله في هذا المال، وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة الزهراء شيئا فوجدت فاطمة الزهراء عليها السلام على أبي بكر في ذلك (قال): فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت، وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي بن أبي طالب عليه السلام ليلا ولم يوذن بها أبا بكر وصلى عليها علي عليه السلام، وكان لعلي من الناس وجهة حياة فاطمة الزهراء فلما توفيت استنكر على

* وفي رواية هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: سمعت عمر يقول: لما كان اليوم الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بويع لأبي بكر في ذلك اليوم، فلما كان من الغد جاءت فاطمة الزهراء إلى أبي بكر معها علي فقالت: ميراثي من رسول لله أبي صلى الله عليه وسلم: فقال أبو بكر: أمن الرثة أو من العقد؟ قالت: فدك وخيبر وصدقاته بالمدينة أرثها كما يرثك بناتك إذا مت: فقال أبو بكر: أبوك والله خير مني وأنت والله خير من بناتي.. رواه ابن سعد (٢ / ٣١٥) (قوله: فوجدت فاطمة على أبي بكر): أي غضبت على أبي بكر: وفي رواية أن فاطمة الزهراء سلام الله عليها قالت لأبي بكر وعمر: أرأيتكما إن حدثتكما حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرفانه وتفعلان به قالا: نعم فقالت: نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول: رضا فاطمة من رضائي وسخط فاطمة من سخطي فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني؟ قالا: نعم سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: فإني أشهد الله و ملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ولأن لقيت النبي صلى الله عليه وسلم لأشكونكما إليه فقال أبو بكر: أنا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة ثم انتحب أبو بكر يبكي حتى كادت نفسه أن تزهق وهي تقول: والله لأدعون الله عليك.
في كل صلوات أصليها، ثم خرج باكيا. رواه ابن قتيبة أبو محمد عبد الله بن مسلم الدينوري في " تاريخه " (١ / ١٤) وما روي عن الشعبي في هذا الباب، أخرجه البيهقي، وابن سعد عن أبي حمزة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، قال: لما مرضت، فاطمة الزهراء أتاها أبو بكر فأستأذن عليها، فقال علي: يا فاطمة هذا أبو بكر يستأذن عليك؟ فقالت: أتحب أن أذن له؟
قال: نعم فأذنت له فدخل عليها يترضاها فقال: والله ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله ومرضاة رسوله ومرضاتكم أهل البيت، ثم ترضاها حتى رضيت " الطبقات الكبرى " (٨ / ٢٧) و " السنن الكبرى ".
(/) وعنه ابن كثير في " البداية والنهاية " (5 / 289) و (6 / 333) وقال: وهذا مرسل حسن بإسناد صحيح وابن حجر في " فتح الباري " (6 /) وقال: هذا مرسل، (أقول:) هذا حديث ضعيف المتن ومنقطع من حيث السند، لأن مدار هذا الحديث في جميع الكتب على الشعبي هو عامر بن شراحيل الذي ولد في سنة عشرين وقد سبقت قضية فدك في سنة إحدى عشر قبل عن مولده تسع سنين، ولهذا قال ابن حجر وغيره هذا مرسل، وقال القسطلاني في " إرشاد الساري " (6 / 473)، وأما مراسيل الشعبي ليست بحجة مطلقا لا سيما ما عارضه الصحيحين، ومع ذلك فيه ضعف لأنه معارض لأحاديث الصحيحين للبخاري و ومسلم لأنهما فقد روياه بالأسانيد الصحيحة المتصلة عن أم المؤمنين عائشة أن فاطمة الزهراء عليها السلام غضبت على أبي بكر فهجرته فلم تزل حتى توفيت وقد ثبت بالأصول أن الصحيح لا تؤثر فيه مخالفة الضعيف)
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»