(37) حدثنا سليمان بن عبيد الله الغيلاني، حدثنا أبو عامر، حدثنا كثير بن زيد، عن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، عن علي رضي الله عنه، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله، سببه بيد الله، وسببه بأيديكم وأهل بيتي ".
" كتاب السنة " لابن أبي عاصم (2 / 630) ح (1558) هذا حديث صحيح بل هو متواتر وفي هذا الباب عن أبي سعيد الخدري وزيد بن أرقم بن ثابت جابر بن عبد الله وحذيفة حدثنا ابن أسيد وابن عمر وعبد الرحمن بن عوف وجبير بن مطعم وغيرهم.
(38) حدثنا إبراهيم بن مرزوق، ثنا أبو عامر العقدي، ثنا يزيد بن كثير، عن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه إن النبي صلى الله عليه وسلم حضر الشجرة بخم فخرج آخذا بيد علي فقال:
" يا أيها الناس: ألستم تشهدون أن الله ربكم؟ " قالوا: بلى.
قال: " ألستم تشهدون أن الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم، وأن الله ورسوله مولاكم " قالوا: بلى. قال:
" من كنت مولاه فعلي مولاه، إني قد تركت فيكم ما أخذتم لن تضلوا بعدي كتاب الله بأيديكم وأهل بيتي ".
" مشكل الآثار " للطحاوي (2 / 307).
هذا حديث صحيح بل هو متواتر. وقال الشاه عبد العزيز بن شاه ولي الله الدهلوي في " تحفة الاثني عشرية " (ص / 130) وههنا فائدة جليلة لها مناسبة مع هذا المقام وهي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إني تارك فيكم الثقلين فإن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله وعترتي أهل بيتي ".
وهذا الحديث ثابت عند الفريقين أهل السنة والشيعة. وقد علم منه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا في المقدمات الدينية والأحكام الشرعية بالتمسك بهذين العظيمي القدر والرجوع إليهما في كل أمر، فمن كان مذهبه مخالفا لهما في الأمور الشرعية اعتقادا وعملا فهو ضال ومذهبه باطل وفاسد لا يعبأ به.