الذين يملكون حق الشفاعة بتمليك من الله لهم، إذ أن أمر الشفاعة بيد الله عز وجل، والحكم له يوم القيامة وحده لا شريك له قال تعالى: (يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمان ورضي له قولا ([طه / 110].
ومن المعلوم المقطوع به أن في طليعة من يأذن لهم الرحمن بالشفاعة، ويرتضي قولهم هم محمد وأهل بيته الأطهار، فهم الشفعاء بأذن الله.
أما لمن يشفعون؟ فقد قال تعالى مجيبا على هذا التساؤل (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ([الأنبياء / 29]، أي لا يشفعون إلا لمن ارتضى الله دينه، والدين المرتضى لله هو الدين الإسلامي المشروط بولاية الله ورسوله وأوليائه قال تعالى بعد تبليغ النبي (ص) ولاية علي أمير المؤمنين (ع) يوم غدير خم (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ([المائدة / 4].
وقال النبي (ص) بعد نزول هذه الآية الكريمة: الحمد لله على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الرب بالإسلام دينا للمسلمين بولاية علي أمير المؤمنين.
فمن مات مسلما مؤمنا بالله، وبدين الله ووعده ووعيده، وبأولياء الله، وكان قد والى أولياء الله وعادى أعداءه، وعليه بعض الذنوب والمعاصي التي لم يتب منها، ولم تغتفر له، فهؤلاء يستحقون الشفاعة