أن الله سمى خليله إبراهيم (ع) وهو فرد واحد أمة في قوله تعالى: (إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يكن من المشركين ([النحل / 121].
وإنما سماه أمة لأنه (ع) قد أتصف بكل فضل وفضيلة اتصفت بها أمته وهو أفضلهم وأكملهم بكل ما للفضل والفضيلة والكمال من معنى، وهو المقتدى لهم والإمام عليهم، يقول الشاعر:
ليس على الله بمستنكر * أن يجمع العالم في واحد.
ويقول الجلالان في تفسيرهما: (إن إبراهيم كان أمة (إماما قدوة، جامعا لخصال الخير (1).
وهكذا أئمة الهدى هم المتحلون بكل فضل وفضيلة وكمال اتصفت بها الأمة الإسلامية بعد نبيها، وقد أتاهم الله ما لم يؤت أحدا من العالمين، ولذلك عبر عنهم بالأمة، إذ هم الممثلون لكل فضل اتصفت به الأمة، وتفوقوا عليها بكل ذلك، وهم القدوة في ذلك للجميع، وأئمة للكل.
فإذا تعبير الله عنهم (ع) بالأمة أبلغ من التعبير بالأئمة، ويرى بعض المفسرين أن المراد بكون الأمة شهيدة عليهم أن هذه الشهادة تكون فيهم، لا أن كلهم فردا فردا يشهدون، ونظير ذلك والدليل عليه قوله