تعالى: (ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين ([الجاثية / 17].
والمقطوع به هو أن المراد من إيتاء الكتاب والحكم والنبوة والتفضيل على العالمين لبني إسرائيل أن فيهم من يتصف بهذه الصفات، وإنما هم الرسل والأنبياء منهم، لا أن كل واحد منهم متصف بتلك الصفات، أي نسب وصف البعض إلى الكل لكون البعض فيه ومنه، وهكذا كون الأمة شهيدة هو أن فيهم من يشهد على الناس، ويشهد الرسول عليهم، وهم خلفاؤه أئمة الهدى من بعده، وهو وجه وجيه (1).
ويؤيد ذلك قوله تعالى: (ويتخذ منكم شهداء (ويؤيده أيضا أن الآية وصفت الأمة بالوسط فقال: (أمة وسطا (وما هو معنى الوسط في هذه الآية.
معاني الوسط ذكر الفخر الرازي في تفسيره من معاني الوسط معنيين: - المعنى الأول: ان الوسط هو العدل، واستدل عليه بالكتاب والسنة والأدب واللغة.