والطبراني في المعجم الكبير 9 / 193، وقال الهيثمي في المجمع 9 / 192، ورجاله رجال الصحيح، والذهبي في السير 2 / 292، وغيرهم الكثير.
ولما علم ابن عمر بخروج الحسين أدركه على بعد ثلاث مراحل من المدينة فقال للحسين أين وجهتك؟ فقال: أريد العراق، ثم أخرج إليه كتب القوم ثم قال: هذه بيعتهم وكتبهم، فناشده الله أن يرجع، فأبى الحسين، ثم قال ابن عمر: أحدثك بحديث ما حدثت به أحدا قبلك: إن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم يخيره بين الدنيا والآخرة، فاختار الآخرة، وإنكم بضعة منه، فوالله لا يليها أحد من أهل بيته، ما صرفها الله عنكم إلا لما هو خير لكم، فارجع أنت تعرف غدر أهل العراق وما كان يلقى أبوك منهم، فأبى، فاعتنقه وقال: استودعتك من قتيل. ابن سعد في الطبقات 5 / 360، وابن حبان 9 / 58، وكشف الأستار 3 / 232 - 233 بسند رجاله ثقات. وعند غيرهم.
لكن هذه النصائح والتحذيرات لم تثن الحسين عن إرادته وعزمه على الخروج نحو الكوفة. وهنا يبرز سؤال ملح: وهو كيف يجمع عدد من الصحابة وكبراؤهم وكبار التابعين وأصحاب العقل منهم، ومن له قرابة بالحسين على رأي واحد وهو الخوف على الحسين من الخروج وأن النتيجة معروفة سلفا، وفي المقابل كيف يصر الحسين على رأيه وترك نصائح الصحابة وكبار التابعين؟ والإجابة على هذا السؤال تكمن في سببين اثنين:
الأول: وهو إرادة الله جل وعلا، وأن ما قدره سيكون وإن أجمع الناس كلهم على رده فسينفذه الله لا راد لحكمه ولا لقضائه سبحانه وتعالى.
الثاني: وهو السبب الواقعي الذي تسبب في وجود الأمر الأول، وهو أن الحسين رضي الله عنه أدرك أن يزيد بن معاوية لن يرضى بأن تكون له حرية