بعض من الأحاديث المكذوبة في حق يزيد: وقد زورت أحاديث في ذم يزيد كلها موضوعة لا يصح منها شئ فهذه بعضها، وإلا فهناك الكثير. منها قول الحافظ أبو يعلى: عن أبي عبيدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال أمر أمتي قائما بالقسط حتى يثلمه رجل من بني أمية يقال له يزيد هذا الحديث والذي بعده منقطعة بل معضولة، (راجع البداية والنهاية (8 / 231).
وحديث آخر أورده ابن عساكر في تاريخه، بلفظ: أول من يغير سنتي رجل من بني أمية يقال له يزيد. تاريخ دمشق 18 / 160. وقد حسن الشيخ الألباني سنده، وقال معلقا عليه: ولعل المراد بالحديث تغيير نظام اختيار الخليفة، وجعله وراثة، والله أعلم. الصحيحة (4 / 329 - 330).
قلت: الحديث الذي حسنه الشيخ الألباني دون زيادة لفظة: (يقال له يزيد)، أما قوله بأن المراد تغيير نظام اختيار الخليفة وجعله وراثيا، فإن معاوية رضي الله عنه هو أول من أخذ بهذا النظام وجعله وراثيا، إذا فالحديث لا يتعلق بيزيد بن معاوية بعينه، والله أعلم...
موقف العلماء من يزيد بن معاوية: وقد سئل حجة الإسلام أبو حامد الغزالي عمن يصرح بلعن يزيد بن معاوية، هل يحكم بفسقه، أم لا؟ وهل كان راضيا بقتل الحسين بن علي، أم لا؟ وهل يسوغ الترحم عليه، أم لا؟ فلينعم بالجواب مثابا. فأجاب: لا يجوز لعن المسلم أصلا، ومن لعن مسلما فهو الملعون. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المسلم ليس بلعان. (المسند: 1 / 405، والصحيحة: 1 / 634، وصحيح سنن الترمذي: 2 / 189).
وكيف يجوز لعن المسلم ولا يجوز لعن البهائم! وقد ورد النهي عن ذلك لحديث عمران بن الحصين قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في