وقال رسول الله: من خرج من الطاعة وفارق الجماعة ثم مات مات ميتة جاهلية. أخرجه مسلم.
أما عن فسوق يزيد، فلم يثبت من هذا شئ، وليس ذلك أيضا مبررا للخروج عليه. وتكفينا شهادة محمد بن علي في تقاه وورعه، فيروي البلاذري: أن محمد بن علي بن أبي طالب المعروف بابن الحنفية دخل يوما على يزيد بن معاوية بدمشق ليودعه بعد أن قضى عنده فترة من الوقت، فقال له يزيد، وكان له مكرما: يا أبا القاسم، إن كنت رأيت مني خلقا تنكره نزعت عنه وأتيت الذي تشير به علي؟ فقال: والله لو رأيت منكرا ما وسعني إلا أن أنهاك عنه، وأخبرك بالحق لله فيه لما أخذ الله على أهل العلم عن أن يبينوه للناس ولا يكتموه وما رأيت منك إلا خيرا!! أنساب الأشراف: 5 / 17.
ويروي ابن كثير أن عبد الله بن مطيع (كان داعية لابن الزبير) مشى من المدينة هو وأصحابه إلى محمد ابن الحنفية فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم، فقال ابن مطيع: إن يزيد يشرب الخمر ويترك الصلاة ويتعدى حكم الكتاب، فقال محمد: ما رأيت منه ما تذكرون، قد حضرته وأقمت عنده فرأيته مواظبا على الصلاة متحريا للخير، يسأل عن الفقه ملازما للسنة!! قالوا: ذلك كان منه تصنعا لك، قال: وما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر إلي الخشوع؟ ثم أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر، فلئن كان أطلعكم على ذلك فإنكم لشركاؤه، وإن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا. قالوا: إنه عندنا لحق، وإن لم نكن رأيناه. فقال لهم: أبى الله ذلك على أهل الشهادة، ولست من أمركم في شئ. (البداية والنهاية: 8 / 233، وتاريخ الإسلام - حوادث سنة 61 - 80 ه ص 274) وقد حسن الأخ محمد الشيباني إسناده. (أنظر: مواقف المعارضة من خلافة يزيد بن معاوية ص 384).