من مجلسه يأخذ على الناس، فبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة لله ولرسوله فيما استطاعوا، وكذلك كانت بيعته لمن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الناس على الإسلام.
فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيعة الرجال، بايع النساء، واجتمع إليه نساء من نساء قريش، فيهن هند بنت عتبة متنقبة متنكرة لحدثها وما كان من صنيعها بحمزة، فهي تخاف أن يأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم بحدثها ذلك! فلما دنون منه ليبايعنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني: تبايعنني على ألا تشركن بالله شيئا.
فقالت هند: والله إنك لتأخذ علينا أمرا ما تأخذه على الرجال وسنؤتيكه.
قال: ولا تسرقن. قالت: والله إن كنت لأصيب من مال أبي سفيان الهنة والهنة، وما أدري أكان ذلك حلالي، أم لا؟ فقال أبو سفيان وكان شاهدا لما تقول: أما ما أصبت فيما مضى فأنت منه في حل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وإنك لهند بنت عتبة؟ فقالت: أنا هند بنت عتبة، فاعف عما سلف عفا الله عنك.
قال: ولا تزنين. قالت يا رسول الله: هل تزني الحرة؟! فضحك عمر بن الخطاب من قولها حتى استغرق؟!!
قال: ولا تقتلن أولادكن. قالت: قد ربيناهم صغارا وقتلتهم يوم بدر كبارا فأنت وهم أعلم! ورواه ابن كثير في سيرته: 3 / 603، والبداية والنهاية: 4 / 365. وفي رواية أن عمر ضحك حتى استلقى على قفاه.. وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وآله نظر إلى عمر وتبسم، فضحك عمر!!!!