الانتصار - العاملي - ج ٥ - الصفحة ٣٠
أما إشكالاتك على اعتقادي بأهل البيت عليهم السلام وتصحيح ما صححوه ورد ما ردوه، فلا ألزمك بنتيجته، ولكنك سألتني عن عقيدتي في مسألة زيارة القبور فأجبتك. وأكتفي هنا بالإشارة إلى أمرين:
الأول: أنه لو ثبت عن نبي الله موسى أو سليمان على نبينا وعليهما السلام أنه قال: (إني تارك فيكم الثقلين التوراة وعترتي وسوف توافوني يوم القيامة وأسألكم عنهما). فإنا نحتج على من تبع القضاة بعد موسى، أو تبع غير ذرية سليمان بعده، بأنكم انحرفتم عن وصية نبيكم وخطه الذي أمركم به، فذمتكم غير بريئة عند ربكم إلا باتباع من عينهم لكم!!
والثاني: أن منهج الحديث في البحث لا يلغي غيره من وسائل الإثبات، فجوهر هذا المنهج هو الوثاقة الشرعية بالصدور عن النبي أو من نثق به.
وكل دليل تاريخي أو عقلي تحصل منه الوثاقة بوجود موضوع، فهو محترم شرعا ودليل إثبات في المحكمة الشرعية، وفي البحث العلمي.
فحتى المتشددين في المنهج الحديثي ترى أحدهم قد يرجع إلى لغوي ثقة أو طبيب ثقة، فيأخذ بكلامه.
فالمهم هو: حصول الثقة بينك وبين الله تعالى بالموضوع، وأن تتم الحجة عندك أمام الله تعالى.
وهو ما يسمى في علم الأصول (المعذرية من العقاب والمنجزية للتكليف)!
إن تبني المنهج الحديثي لا يعني رفض المنهج العقلي، لأنه نفسه من نتائج التفكير العقلي، بل يعني رفض النتائج الظنية والاحتمالية للعقل، والتمسك بالنتائج القطعية والاطمئنانية.. فكل يقين عقلي قطعي أو اطمئناني هو حجة في البحث والشرع، بشروطه المذكورة في علم الأصول. وهو يحصل بعد
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»
الفهرست