الانتصار - العاملي - ج ٥ - الصفحة ٢٧
تعليلا عن عائشة لعدم بنائهم القبر أنهم لو بنوه وجاء أحد واستجار به. فماذا يفعلون؟!
فأنا الآن مقتنع بأن هذه الأحاديث عمل وقائي من السلطة، حتى لا يستجير علي وفاطمة والحسن والحسين بقبر النبي صلى الله عليه وآله، ويعلنوا مطالبتهم بحقهم الذي نص عليه النبي!!!
وتقول لي: هذا مستحيل!! وهل يمكن أن يقوم الصحابة بذلك؟
فأقول: الذين قاموا بأعظم منه فمنعوا نبيهم من كتابة وصيته التي تضمن عدم ضلال الأمة إلى يوم القيامة، والتي تضمن عزتها إلى يوم القيامة.. يمكن أن يقوموا بهذا العمل المتعلق بقبره، وغيره.. فكل شئ ممكن على الذين قاموا بمواجهة الرسول والرد عليه في حياته وفي وجهه، ومنعوه من ممارسة حقه الطبيعي الذي لا يملك أحد أن يمنع منه حتى المحكوم عليه بالإعدام..
وكل شئ يصبح صغيرا، ويصبح من تفاصيل ذلك الانقلاب الضخم الضخم، الذي غير مسيرة الأمة الإسلامية مئة وثمانين درجة، إلى أن يظهر المهدي الموعود ويصحح المسار من جديد!!! ولكن قلت لكم يا أخي إن البحث على هذا المستوى صعب ثقيل، فدعه عنك، وأخبرني: لقد كانت أحاديث النهي عن شد الرحال موجودة عند المسلمين، وفهموا كلهم صحابة وتابعين وتابعي التابعين إلى القرن الثامن، أنها لا تنافي قصد زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله، وكانوا يقومون بذلك.. حتى جاء ابن تيمية فخطأ فهمهم جميعا!!
فأي الفهمين أحق بالاتباع؟!!
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»
الفهرست