الانتصار - العاملي - ج ٤ - الصفحة ٢١٥
تقول يا عاملي: يهمني أن أعرف أنه ليس فيك تكبر عن قبول الحق، لأنه في اعتقادي ميزان لوجود دين عند الإنسان وعدمه.
أقول: صدقت والله فالكبر داء عضال يمنع صاحبه من قبول الحق ويمنعه من دخول الجنة به في مهاوي الردى. وقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر. قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة. قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق، وغمط الناس. وهل منع فرعون ومشركي قريش وسواهم من كثير من المشركين من الإيمان لما جاءتهم البينات إلا الكبر. ولكن الذي أعلمه من نفسي وأسأل الله تعالى أن أكون كذلك، أني أقبل الحق إذا تبين لي أنه الحق، بغض النظر عن قائله، لعلمي بأن من أتعصب لقوله المخالف للحق لن يغني عني من الله شيئا.
أما ما ذكرته من أحاديث فلا أنازع في صحتها، ولكني أخالف في تأويلها اعتمادا على ما دلت عليه النصوص الشرعية التي جاءت مفسرة لها، بما يزيل الإشكال الذي يمكن أن يفهمه بعض الناس منها.
فأقول: الوجود نوعان هما: وجود عيني ووجود علمي. فبأي النوعين نفسر النصوص المذكورة؟ لا شك أننا نفسرها بالنوع الثاني. فنبوته صلى الله عليه وسلم لم يكن وجودها حتى نبأه الله تعالى على رأس أربعين سنة من عمره صلى الله عليه وسلم، وهذا هو الوجود العيني.
أما الوجود العلمي فالأشياء معلومة لله قبل كونها وكذلك هي مكتوبة عنده كما دل على ذلك الكتاب والسنة. قال تعالى: ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض، إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير.
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع: دفاعا عن الأنبياء عليهم السلام 3
2 الفصل الأول: عصمة الأنبياء ونزاهتهم عند الشيعة 5
3 الفصل الثاني: من إسرائيليات البخاري ومسلم 19
4 الفصل الثالث: مناقشات في عصمة الأنبياء عليهم السلام 37
5 الفصل الرابع: مناظرة بين التلميذ ومشارك 59
6 ردود التلميذ على أباطيل فيصل نور 189
7 الباب الخامس: دفاعا عن نبينا صلى الله عليه وآله 191
8 الفصل الأول: النبي صلى الله عليه وآله بشر لا كالبشر 193
9 الفصل الثاني: فرية الغرانيق القرشية التي استغلها أعداء الاسلام!! 233
10 ولكن البخاري ومسلما رويا فرية الغرانيق!! 240
11 الفصل الثالث: مقام عمر عند بعضهم فوق مقام النبي (ص)!! 253
12 الفصل الرابع: أبو بكر وعمر عند بعضهم أفضل من النبي (ص)!! 273
13 تراهم أشد دفاعا عن ابن تيمية منهم عن النبي صلى الله عليه وآله 279
14 حساسيتهم على عائشة أكثر منها على النبي صلى الله عليه وآله 282
15 الفصل الخامس: رد افترائهم على النبي (ص) 285
16 الفصل السادس: رد افتراءاتهم على أخلاقيات النبي صلى الله عليه وآله 349
17 آه لوجدك يا رسول الله!! 352
18 فضائح البخاري في انتقاصه لرسوله صلى الله عليه وآله 360
19 الفصل السابع: افتراؤهم على النبي (ص) أنه كان يشك في نبوته!!! 365
20 الانتحار سنة معطلة 367
21 احتجاج النصارى بمفتريات الصحاح على النبي (ص)!! 369
22 الفصل الثامن: رد ما نسبوه إلى النبي (ص) من العبوس في وجه المؤمنين!! 375
23 من وافق الشيعة من المفسرين السنيين، أو مال إلى تفسيرهم 445
24 الفصل التاسع: هل مات النبي صلى الله عليه وآله مسموما؟ 483