نقول لك: لا مجال عندنا لدراسة أفعال النبي صلى الله عليه وسلم بآرائنا وبفقهنا، فهي تشريع عندنا يا تلميذ، ولا نستثني من ذلك إلا ما عاد منه النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه أو بوحي من الله أو باعترافه صلى الله عليه وسلم أنه من قبيل النسيان أو مما نص الدليل على أنه خاص به كالزواج من تسع، وما شابه ذلك.
وبعد، أيها التلميذ، فقد ساءني إعلانك أنك تود إنهاء هذه المناظرة وقد كنت على وشك أن أطلب منك البدء في قصة أكل آدم عليه الصلاة والسلام من الشجرة فهذه القصة لا تستطيع إنكار معصية آدم فيها مهما حاولت فالآيات واضحة في إثبات الله المعصية لآدم (وعصى آدم ربه فغوى)، وفي الحديث الصحيح عندنا (وعصى آدم فعصت ذريته). فالآيات واضحة في نهي الله لآدم الصريح بعدم الأكل من الشجرة (ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين).
والآيات واضحة في تزيين الشيطان المعصية لآدم (فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمهما إني لكما من الناصحين فدلاهما بغرور).
والآيات واضحة في تبيان ما حدث لموسى مباشرة بعد عصيانه لأمر الله:
(فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة) والآيات واضحة في عتاب الله لآدم لعصيانه أمر الله: (وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين).