قلت: يا مشارك: لم تجب على إشكالية إرادة تكرار موسى للأمر مع حثكم بعدم الاقتداء به فطالما أنك تعترف أنه خطأ فلم حاول تكراره صلى الله عليه وسلم؟
أقول: إن نصرة موسى عليه السلام للإسرائيلي لم تكن خطأ في حد ذاتها حتى يكون تكرارها تكرار (كذا) للخطأ فهذا الإشكال غير متوجه إلينا البتة، فالنبي موسى عليه السلام عندما حاول نصرة الإسرائيلي مرة أخرى ضد العدو الآخر إنما فعله باعتباره جائزا إن لم نقل أنه واجب عليه من باب نصرة المظلوم من ظالمه.
وأقول لك: سبق الكلام على هذا في الأعلى بما يغني عن إعادته هنا.
تقول يا تلميذ: (أولا: لم أحجر واسعا ولا عقيدتنا هذه عقيدة تشديد على الناس ولا شئ من هذا القبيل وإنما عدم تدبرك في كلامي هو الذي جعلك تصل إلى هذه النتيجة. ثانيا: إن هذا المثال أنت الذي أتيت به سابقا - أعني مثال وتر النبي - للإشكال علي وهو في الحقيقة غير دقيق، وذلك لأننا نعني بخلاف الأولى هو الفعل الذي لو فعله العبد كانت آثاره السلبية كبيرة ونتائجه الإيجابية قليلة أو معدومة ولو تركه كان العكس أو هو الفعل الذي لو تركه العبد تكون آثاره السلبية كبيرة ونتائجه الإيجابية قليلة أو معدومة ولو فعله كان العكس، فلو وتر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأكثر من ركعة بثلاث أو خمس أو... الخ مبينا أن الوتر بواحدة أو ثلاث أو خمس ممكن وجائز ولا إشكال فيه، فهذا حتى نحن نقول بأنه يجوز الاقتداء به في كل هذه الموارد لأنه ليس في الاقتداء به في واحد من هذه الموارد ما يخالف