رابعا: قلت لي: (فعلى كلامكم ودليلكم العقلي كيف يتسنى لنا بعد الآن أن نتأسى بالأنبياء ونقتدي بهم، إذا كان من الممكن أن يصدر منهم ما لا يجوز لنا أن نقتدي بهم فيه؟).
أقول: وعلى كلامكم وقولكم القائل بجواز المعصية على الأنبياء، يكون المحذور أشد وأعظم، فكيف يتسنى لنا أن نتأسى بالأنبياء ونقتدي بهم إذا كان من الممكن أن يصدر منهم المعاصي والذنوب التي هي بلا شك ليست موردا للاقتداء بأحد فيها؟
وأكرر على أننا لو فعلنا مثل فعل النبي المخالف للأولى غير الظاهر لنا أنه كذلك مقتدين به فيه، فإننا حتما لم نقع في معصية ولا ارتكبنا ذنبا.
أما أنتم وحسب عقيدتكم تكونون قد فعلتم ذنبا ومعصية بالاقتداء به في مورد المعصية.
قلت يا مشارك: (أنتم تعتقدون أنكم بنفي هذه الأمور عن الأنبياء فعقيدتكم في الأنبياء أفضل من عقيدتنا وهذا باطل لا شك فيه، فعلى سبيل المثال ذكرت أنت أن فعل موسى عليه السلام جائز ولا يحتاج أن يتوب منه وله أن يكرره ومع ذلك فأنت تقول إنه لا يجوز لنا أن نفعل ذلك فهل نحن أفضل من موسى حينما نستنكف أن نفعل ما يفعله موسى عليه الصلاة والسلام؟ وأما أنتم فتثبتون إصرار موسى عليه وأنه لم يتب منه ومع ذلك لا تجيزون لنا فعل ذلك!
فواعجبا لكم كل هذا الإزراء بمقام الأنبياء).
أقول: أولا: يا مشارك نحن عندما ننفي عن الأنبياء المعصية إنما لأن الدليل العقلي والنقلي ساقنا إلى ذلك، فليست المسألة مسألة أننا أفضل منكم،