الانتصار - العاملي - ج ٤ - الصفحة ١٣٤
رابعا: قلت لي: (فعلى كلامكم ودليلكم العقلي كيف يتسنى لنا بعد الآن أن نتأسى بالأنبياء ونقتدي بهم، إذا كان من الممكن أن يصدر منهم ما لا يجوز لنا أن نقتدي بهم فيه؟).
أقول: وعلى كلامكم وقولكم القائل بجواز المعصية على الأنبياء، يكون المحذور أشد وأعظم، فكيف يتسنى لنا أن نتأسى بالأنبياء ونقتدي بهم إذا كان من الممكن أن يصدر منهم المعاصي والذنوب التي هي بلا شك ليست موردا للاقتداء بأحد فيها؟
وأكرر على أننا لو فعلنا مثل فعل النبي المخالف للأولى غير الظاهر لنا أنه كذلك مقتدين به فيه، فإننا حتما لم نقع في معصية ولا ارتكبنا ذنبا.
أما أنتم وحسب عقيدتكم تكونون قد فعلتم ذنبا ومعصية بالاقتداء به في مورد المعصية.
قلت يا مشارك: (أنتم تعتقدون أنكم بنفي هذه الأمور عن الأنبياء فعقيدتكم في الأنبياء أفضل من عقيدتنا وهذا باطل لا شك فيه، فعلى سبيل المثال ذكرت أنت أن فعل موسى عليه السلام جائز ولا يحتاج أن يتوب منه وله أن يكرره ومع ذلك فأنت تقول إنه لا يجوز لنا أن نفعل ذلك فهل نحن أفضل من موسى حينما نستنكف أن نفعل ما يفعله موسى عليه الصلاة والسلام؟ وأما أنتم فتثبتون إصرار موسى عليه وأنه لم يتب منه ومع ذلك لا تجيزون لنا فعل ذلك!
فواعجبا لكم كل هذا الإزراء بمقام الأنبياء).
أقول: أولا: يا مشارك نحن عندما ننفي عن الأنبياء المعصية إنما لأن الدليل العقلي والنقلي ساقنا إلى ذلك، فليست المسألة مسألة أننا أفضل منكم،
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع: دفاعا عن الأنبياء عليهم السلام 3
2 الفصل الأول: عصمة الأنبياء ونزاهتهم عند الشيعة 5
3 الفصل الثاني: من إسرائيليات البخاري ومسلم 19
4 الفصل الثالث: مناقشات في عصمة الأنبياء عليهم السلام 37
5 الفصل الرابع: مناظرة بين التلميذ ومشارك 59
6 ردود التلميذ على أباطيل فيصل نور 189
7 الباب الخامس: دفاعا عن نبينا صلى الله عليه وآله 191
8 الفصل الأول: النبي صلى الله عليه وآله بشر لا كالبشر 193
9 الفصل الثاني: فرية الغرانيق القرشية التي استغلها أعداء الاسلام!! 233
10 ولكن البخاري ومسلما رويا فرية الغرانيق!! 240
11 الفصل الثالث: مقام عمر عند بعضهم فوق مقام النبي (ص)!! 253
12 الفصل الرابع: أبو بكر وعمر عند بعضهم أفضل من النبي (ص)!! 273
13 تراهم أشد دفاعا عن ابن تيمية منهم عن النبي صلى الله عليه وآله 279
14 حساسيتهم على عائشة أكثر منها على النبي صلى الله عليه وآله 282
15 الفصل الخامس: رد افترائهم على النبي (ص) 285
16 الفصل السادس: رد افتراءاتهم على أخلاقيات النبي صلى الله عليه وآله 349
17 آه لوجدك يا رسول الله!! 352
18 فضائح البخاري في انتقاصه لرسوله صلى الله عليه وآله 360
19 الفصل السابع: افتراؤهم على النبي (ص) أنه كان يشك في نبوته!!! 365
20 الانتحار سنة معطلة 367
21 احتجاج النصارى بمفتريات الصحاح على النبي (ص)!! 369
22 الفصل الثامن: رد ما نسبوه إلى النبي (ص) من العبوس في وجه المؤمنين!! 375
23 من وافق الشيعة من المفسرين السنيين، أو مال إلى تفسيرهم 445
24 الفصل التاسع: هل مات النبي صلى الله عليه وآله مسموما؟ 483