الشيخ يعقوب فارحم ضعفه واجمع بيني وبينه، فقد علمت رقته علي وشوقي إليه. قال: ثم بكى أبو عبد الله عليه السلام ثم قال: وأنا أقول: اللهم إن كانت الخطايا والذنوب قد أخلقت وجهي عندك فلن ترفع لي إليك صوتا ولن تستجيب دعوة، فإني أسألك بك فليس كمثلك شئ، وأتوجه إليك بمحمد نبيك نبي الرحمة، يا الله يا الله يا الله. قال ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: قولوا هذا وأكثروا منه، كثيرا ما أقوله عند الكرب العظام).
أقول: أولا: مصدر هذه الرواية هو كتاب الأمالي للشيخ الصدوق عليه الرحمة ص 403 ونقلها عنه صاحب البحار في أكثر من مكان من كتاب بحار الأنوار ومنها في ج 12 ص 225 رواية 19 باب 9 والفتال النيسابوري نقلها عن أحدهما وهي رواية ضعيفة سندا ففي سندها علي بن أبي حمزة البطائني وهو واقفي ملعون على لسان الإمام الرضا عليه السلام لانحرافه، ضعيف عند علمائنا لا يعول على مروياته.
ثانيا: ليس في الرواية شئ مما يدل على أن معصية صدرت لا من نبي الله يوسف عليه السلام ولا من الإمام الصادق عليه السلام وما ورد فيها من قولهما (اللهم إن كانت الخطايا والذنوب قد أخلقت وجهي... الخ).
فليس فيه دلالة على صدور معصية منهم ولا أنهم ليسوا بمعصومين ومثل هذا الكلام موجود في كثير من أدعية الأنبياء والأئمة عليهم السلام ومناجاتهم حيث أنهم يجعلون أنفسهم في مقام المذنب العاصي المخالف لمولاه المتجرئ عليه، وهذا يكون منهم لمزيد من الانقطاع إلى الله سبحانه وتعالى والتقرب إليه.
بل هؤلاء يعتبرون أنفسهم مقصرين في حق الله مهما فعلوا من طاعة وعبادة ومارسوا من أوراد والتزموا بذلك لأنهم، يعتبرون انشغالهم بالأمور