الانتصار - العاملي - ج ٤ - الصفحة ١١٥
يستحب له أن يفعله فإن فعله أثيب وإن لم يفعله لم يأثم. والمباح هو الفعل الذي لم يرد في الشريعة الإسلامية النهي عنه سواء كان نهي حرمة أو نهي كراهة ولم يرد الأمر به سواء كان أمر وجوب أو ندب فلا يثاب المرء على فعله ولا يعاقب على تركه، والمكروه هو الفعل الذي ورد التنفير منه في الشريعة الإسلامية لا على سبيل الحرمة فالعبد غير معاقب على فعله ومثاب على تركه، وذلك لأن المصلحة المترتبة على تركه أكثر وأكبر من المصلحة المترتبة على فعله إن كانت هناك مصلحة في فعله، وأن المفسدة الناشئة من فعله أكبر من المفسدة الناشئة من تركه إذا كانت هناك مفسدة في الترك، وترك الأولى مشابهة للمكروه من هذه الناحية، فكما أن فعل المكروه غير مورد للاقتداء بفاعله فيه فكذلك ترك الأولى غير مورد للاقتداء بفاعله فيه أيضا، فمورد الاقتداء بالآخرين في أفعالهم هو في فعلهم للواجب والتزامهم به أو تركهم للحرام أو تركهم للمكروه أو فعلهم للمستحب. أما المباح فمباح للمرء أن يقتدي في فعله بالآخرين أو لا يقتدي بهم، وبهذا نكون قد وضحنا أن ليس كل ما ليس بحرام وجائز فعله هو مورد للاقتداء.
قلت يا مشارك: (إذا ثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أوتر بثلاث أو بخمس و... وبأحد عشر (كذا) فنقول حسب قاعدتكم الحكيمة: أنه لا يجوز الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في الوتر بثلاث ركعات لأنه من قبيل المخالفة للأولى لا مجال للاقتداء به فيه ولا ينبغي الاقتداء بذلك أي دين هذا وأي عقيدة هذه).
أقول: إذا ثبت أن وتر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بثلاث ركعات أو أكثر هو خلاف الأولى وأن الأولى والأفضل والأكثر ثوابا هو الوتر بركعة
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع: دفاعا عن الأنبياء عليهم السلام 3
2 الفصل الأول: عصمة الأنبياء ونزاهتهم عند الشيعة 5
3 الفصل الثاني: من إسرائيليات البخاري ومسلم 19
4 الفصل الثالث: مناقشات في عصمة الأنبياء عليهم السلام 37
5 الفصل الرابع: مناظرة بين التلميذ ومشارك 59
6 ردود التلميذ على أباطيل فيصل نور 189
7 الباب الخامس: دفاعا عن نبينا صلى الله عليه وآله 191
8 الفصل الأول: النبي صلى الله عليه وآله بشر لا كالبشر 193
9 الفصل الثاني: فرية الغرانيق القرشية التي استغلها أعداء الاسلام!! 233
10 ولكن البخاري ومسلما رويا فرية الغرانيق!! 240
11 الفصل الثالث: مقام عمر عند بعضهم فوق مقام النبي (ص)!! 253
12 الفصل الرابع: أبو بكر وعمر عند بعضهم أفضل من النبي (ص)!! 273
13 تراهم أشد دفاعا عن ابن تيمية منهم عن النبي صلى الله عليه وآله 279
14 حساسيتهم على عائشة أكثر منها على النبي صلى الله عليه وآله 282
15 الفصل الخامس: رد افترائهم على النبي (ص) 285
16 الفصل السادس: رد افتراءاتهم على أخلاقيات النبي صلى الله عليه وآله 349
17 آه لوجدك يا رسول الله!! 352
18 فضائح البخاري في انتقاصه لرسوله صلى الله عليه وآله 360
19 الفصل السابع: افتراؤهم على النبي (ص) أنه كان يشك في نبوته!!! 365
20 الانتحار سنة معطلة 367
21 احتجاج النصارى بمفتريات الصحاح على النبي (ص)!! 369
22 الفصل الثامن: رد ما نسبوه إلى النبي (ص) من العبوس في وجه المؤمنين!! 375
23 من وافق الشيعة من المفسرين السنيين، أو مال إلى تفسيرهم 445
24 الفصل التاسع: هل مات النبي صلى الله عليه وآله مسموما؟ 483