* فكتب (التلميذ) بتاريخ 25 - 9 - 1999، التاسعة والنصف مساء:
إلى مشارك: شكرا جزيلا على الدعاء، لقد نقلت كلاما لأحد علماء الشيعة ولم تذكر من هو هذا العالم ولا أشرت إلى المصدر الذي نقلت منه هذا الكلام، مع أنه في موارد الاحتجاج والحوار يلزم أن ينقل المستشهد بقول شخص اسم صاحب القول ومصدر قوله، فالرجاء عندما تستشهد بقول أحد تذكر لي مصدره وقائله، ليتسنى لي المراجعة. ثم بعد نقلك لقول هذا العالم، قلت: (ب) لقد جاءت آيات كثيرة تثبت وقوع الخطأ والذنب والنسيان من الأنبياء وقد ذكرت لك منها الكثير في الأعلى وكذلك وردت أحاديث كثيرة عندنا تثبت نفس الأمر وكذلك وردت عندكم في حق الأنبياء وحق أئمتكم ما يثبت ذلك أيضا).
أقول: أولا: هذه الآيات التي ذكرتها أو التي لم تذكرها مما يظهر منه صدور وحصول خطأ أو معصية من بعض الأنبياء فهو محمول عندنا على مخالفة الأولى لا على المعصية، والمخالفة بمعناها المتعارف شرعا، فالأنبياء معصومون من أي مخالفة شرعية، وإن طال بنا العمر واستمر هذا الحوار بيننا فسأثبت لك بالدليل عند الحديث عن هذه الآيات صحة قولنا هذا، كما أن بعض هذه الآيات لا يظهر منه أصلا ما يدل على صدور ذنب أو خطأ، ولكن لعدم التدبر والفهم لهذه الآيات من قبلكم هو الذي جعلكم تتوهمون وتفهمون منها ذلك.
وبالنسبة لما ورد في بعض الآيات من حصول النسيان لبعض الأنبياء، فإنه ليس بالمعنى المتعارف والظاهر من لفظة النسيان، بل بمعنى الترك الذي هو أحد معاني لفظة النسيان فمثلا قوله تعالى: (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل