أن نقول لك: إذا كانت النصرة معصية. فلماذا أراد موسى أن يكررها ثانية، ويفعل معصية مرة أخرى؟ وإذا كان الإسرائيلي مجرما. فلماذا ينصره مرة أخرى ويرتكب جرما ومعصية في نصرته وهو مجرم ويخالف عهدا قطعه على نفسه لله أنه:
(لن يكون ظهيرا للمجرمين) طبعا حسب قولكم. والإشكالات التي أوردتها علينا تأتي عليك بكاملها. على أن تكرار ما هو مخالفة للأولى أهون بكثير من تكرار فعل المعصية والتجرؤ على الله سبحانه وتعالى بفعلها فتدبر ذلك.
ثانيا: نحن نقول بأن استعجال موسى عليه السلام في القضاء على القبطي هو الخطأ فقط وهو الذي أدى إلى تلك النتائج السلبية وكان الأولى أن لا يستعجل موسى عليه السلام في القضاء على القبطي لما له من الآثار السلبية حيث سيصبح موسى عليه السلام ملاحقا من قبل السلطة مشردا بعيدا عن القوم الذين أرسل إليهم. أما نصرة الإسرائيلي فليست خطأ في حد ذاتها فلا إشكال علينا في ذلك.
ثالثا: ولتوضيح وبيان أنه ليس كل فعل هو جائز فعله وليس بحرام يكون موردا للاقتداء نقول: إن الأفعال التي تصدر من العبد تنقسم حسب الأحكام الخمسة: 1 - الوجوب. 2 - الحرام. 3 - المستحب. 4 - المباح. 5 - المكروه.
والكل يعلم أن الواجب هو ما يجب على المكلف فعله ويأثم إن تركه ولم يفعله ويثاب على فعله، والحرام هو ما لا يجوز للمكلف فعله ويأثم في فعله ويثاب على تركه، والمستحب هو الذي لا يجب على المكلف فعله ولكنه