عن الرد على الدليل الأول ونقضه نأتي إن شاء الله تعالى بالدليل الثاني، وعقيدتي باختصار أن الأنبياء معصومون قبل النبوة وبعدها بل من يوم الولادة إلى آخر أعمارهم من الخطأ والذنب والسهو والنسيان فلا يصدر منهم شئ من ذلك. هيا أيها التلميذ الحصيف أجبنا).
أقول: أولا: أنا لا أريد أن أطبل أو أزمر وأقول بأن كلامك أضحكني أو أبكاني ولكن أقول: لا علاقة لوصفي فعل موسى عليه السلام بأنه خطأ محض بقولي: (كان من قبيل الخطأ غير المقصود) لأن القول الأخير ورد في مقام بيان أن مثل هذه الموارد ليست موردا للاقتداء بها بعد ثبوت أنها أفعال خطأ أو من قبيل ترك الأولى... بعبارة أخرى يكون تفسير كلامي على النحو التالي: (فما دام وضح وتبين أن الفعل الصادر من هذا النبي (موسى) كان من قبيل الخطأ غير المقصود كما تقول أنت يا مشارك أو من قبيل المخالفة للأولى حسب قولنا فإنه لا مجال للاقتداء به فيه ولا ينبغي الاقتداء بذلك). هذا هو معنى كلامي ومقصودي منه فأي علاقة بينه وبين قولي بأنه: (خطأ محض) حتى يكون هناك تناقض، أبدا لا تناقض في البين أبدا.
ثانيا: صحيح أنني قلت أن من عقيدتنا أن الأنبياء لا يصدر منهم الخطأ ولكن لا نريد من هذا القول أنه لا يصدر منهم عليهم السلام خطأ من قبيل مخالفة الأولى أو ترك الأولى كما صدر ذلك من أكثر من نبي، فليس الكلام على إطلاقه ولو كنت قد قرأت ولو كتابا واحدا للشيعة في عصمة الأنبياء لما أشكلت هذا الإشكال، لأن الخطأ من قبيل ترك الأولى حسب عقيدتنا لا يتنافى مع عصمة الأنبياء عليهم السلام. وهذه المسألة عليها إجماع الشيعة.