الانتصار - العاملي - ج ٤ - الصفحة ١٠٩
قلت يا مشارك: (الجواب على إشكالك هذا موجود في كلام ابن عباس رحمه الله الذي اعتقد أنه قد مر عليك في تبحراتك في كتبنا ولعلك قرأته، ومعنى كلامه رضي الله عنهما أن موسى صلى الله عليه وسلم لم يستثن عندما قال: (رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين). ومعلوم أهمية الاستثناء كما قال تعالى: (ولا تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت).. وبالطبع هذه الآية تنقض عقيدة العصمة عندكم ولكن نؤجل الكلام عنها).
أقول: أولا: الآية الأخيرة التي ذكرتها ليس فيها دلالة على نقض عقيدة العصمة عندنا. وما دمت طلبت التأجيل فنحن سنؤجل معك.
ثانيا: ليس من الواجب شرعا على العبد عندما يريد أن يفعل شيئا مثلا كأن يريد أن يسافر غدا أن يقول سأسافر غدا إن شاء الله، بمعنى أنه يجب عليه أن يتلفظ بعبارة: (إن شاء الله) ولا يعتبر عدم التلفظ بذلك معصية ومخالفة شرعية يستحق العبد عليها العقاب والعذاب من الله سبحانه وتعالى، فكثير من الأشخاص يقولون بأنهم سيفعلون فعلا ما في المستقبل دون أن يتلفظوا بعبارة وكلمة (إن شاء الله) بل يضمرون هذه العبارة في نفوسهم، والسؤال: ما هو الدليل على أن موسى لم يضمر هذه العبارة؟ وما صحة نسبة هذا القول إلى ابن عباس؟
ثالثا: لم تبين كيفية الرد بهذا الذي ذكرته على كلامي وطريقة نقضه لما أوردته فهل تريد أن تقول بأن موسى عليه السلام لما أن قال: (رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين) ولم يتلفظ بالاستثناء أي بالقول إن شاء الله مثلا، عاقبه الله سبحانه وتعالى بأن جعله مرة أخرى يسعى إلى نصرة الإسرائيلي؟
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع: دفاعا عن الأنبياء عليهم السلام 3
2 الفصل الأول: عصمة الأنبياء ونزاهتهم عند الشيعة 5
3 الفصل الثاني: من إسرائيليات البخاري ومسلم 19
4 الفصل الثالث: مناقشات في عصمة الأنبياء عليهم السلام 37
5 الفصل الرابع: مناظرة بين التلميذ ومشارك 59
6 ردود التلميذ على أباطيل فيصل نور 189
7 الباب الخامس: دفاعا عن نبينا صلى الله عليه وآله 191
8 الفصل الأول: النبي صلى الله عليه وآله بشر لا كالبشر 193
9 الفصل الثاني: فرية الغرانيق القرشية التي استغلها أعداء الاسلام!! 233
10 ولكن البخاري ومسلما رويا فرية الغرانيق!! 240
11 الفصل الثالث: مقام عمر عند بعضهم فوق مقام النبي (ص)!! 253
12 الفصل الرابع: أبو بكر وعمر عند بعضهم أفضل من النبي (ص)!! 273
13 تراهم أشد دفاعا عن ابن تيمية منهم عن النبي صلى الله عليه وآله 279
14 حساسيتهم على عائشة أكثر منها على النبي صلى الله عليه وآله 282
15 الفصل الخامس: رد افترائهم على النبي (ص) 285
16 الفصل السادس: رد افتراءاتهم على أخلاقيات النبي صلى الله عليه وآله 349
17 آه لوجدك يا رسول الله!! 352
18 فضائح البخاري في انتقاصه لرسوله صلى الله عليه وآله 360
19 الفصل السابع: افتراؤهم على النبي (ص) أنه كان يشك في نبوته!!! 365
20 الانتحار سنة معطلة 367
21 احتجاج النصارى بمفتريات الصحاح على النبي (ص)!! 369
22 الفصل الثامن: رد ما نسبوه إلى النبي (ص) من العبوس في وجه المؤمنين!! 375
23 من وافق الشيعة من المفسرين السنيين، أو مال إلى تفسيرهم 445
24 الفصل التاسع: هل مات النبي صلى الله عليه وآله مسموما؟ 483